للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في القرآن١. ولم يحاول مسلم مؤمن أن يدخل المسيحية في إطار آخر. والمسيحي لا يواجه في كتبه المقدسة قيودا صريحة تحجزه عن تقبل وجهة نظر المسلم عن الإسلام، ومع ذلك فهو يرفض لا رأي المسلم في المسيحية فحسب, بل رأيه في الإسلام أيضا، وهو يسعى جاهدا لتغيير الرأيين!

وصاحب العبارة المشار إليها في الفقرة السابقة هو رجل خبير في أبحاث الإلهيات، وقد بدأ وجهته هذه مدرسا في معهد تبشيري في لاهور. وهو يجعل من كلماته اعتذارا لمحاولته لإدراك أحد الأهداف المسيحية، وهو في هذا السبيل يناقش خطأ شائعا كما يقول بين المسيحيين والمسلمين، وهو افتراض "أن دور المسيح في المسيحية ودور محمد في الإسلام مما يمكن المقارنة بينهما", وهذا التقرير مضلل أيضا, إذ إن مثل هذه المقارنة إنما تصح في جانب المسلمين الذين يؤمنون بالمسيح رسولا من رسل الله للبشرية! أما بالنسبة لجانب المسيحيين عامة والمستشرقين خاصة، فإنهم لا يعترفون بمحمد رسولا، أو يرونه قد وقع في لبس فظن نفسه ورسولا, كما بدا من العرض السابق. وفي مثل هذه الظروف، في أي جانب تصح المقارنة؟ والصفحات السابقة تبرز إلى أي مدى تعقدت من قبل دراسة الإسلام وحياة محمد، بما


١ هذه فرصة مناسبة لتقديم عرض سميث W. C Smith الشاعر لكتاب City "A friday in Jerusalem". of Wrong الذي نشرته The Muslim World في عددها LI, april ١٩٦١, ١٣٤-٧.
والكتاب ترجمة لرواية كامل حسين الفلسفية العربية "قرية ظالمة" وقد بالغ عارض الترجمة أكثر من المترجم في أهداف الرواية، حتى اعتبرها "حركة كبرى" من مسلم له مكانته نحو رأي المسيحية في الجمعة الحزينة ولقد كان جب H. A. R Gibb أكثر اتزانا حين لاحظ أن الإلهيات كانت بعيدة عن مقاصد الرواية, إذ إنها تقف إلى جانب الآراء الإسلامية الأساسية كلها، ثم هي تستبعد أية إشارة إلى الرمزية المسيحية المتعلقة بالقصة. انظر: Religion in Life XXIX ١٩٥٩-٦٩ ١٥٨-٩ وعلى هذا النهج من الحكمة نجد عرض ألبرت حوراني Albert Houreni الذي يتبين أن الرواية تعطي "الجواب الإسلامي السلفي Orthdox" على سؤالين أساسيين: هل المسيح ابن الله؟ وهل صلب حقا انظر Frontier II summer ١٩٦١,١٩ وقد ذهبت هذا المذهب في عرض للترجمة ومقدمة المترجم، انظر:
Die Welt des Islam, VI, Ms. ٣-٤ "٩٦١" ٢٨٠-١.

<<  <   >  >>