للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الجدل السطحي الصفيق، وانتزاع المقابلات واصطناع المماثلات قد يكون جذابا لأستاذ مقارنة الأديان، يرى واجبا عليه أن يحاول واعيا كي يجد بصورة ما موضوعات للمقارنة، كما قد تكون هذه العمليات المتوهمة مما يعني المبشر الذي قد يستخدم هذه المماثلات لاستئناس المقاومة وفتح الطريق، وربما كانت هذه المحاولات نافعة أيضا لمدرس غير مسلم في جامعة غربية كطرائف تعطي لعمله شيئا من الحياة! ولكن صدوره عن عقل مسيحي متخصص في الإلهيات وغارق في الاصطلاحات المسيحية، يجعله على الأقل بغير ثمرة لمن هم على علم من المسلمين١ فإن الأمر في حقيقته حوار اجتماعي لأجل أن يكون مثمرا، فلا بد أن يتناول موضوعات تكون مقبولة ومثيرة لاهتمام كل من الجانبين.

وهذا مبشر قديم يحاضر في الشريعة الإسلامية بجامعة لندن, يعمل على تضمين مقالة واحدة كل اعتراضات العصور الوسطى على محمد وعلى الإسلام، وعلى نهج أقل من نهج زميله الذي أشرنا إليه الآن تبصرا ودهاء، ولا يبدي احتراما يذكر لذكاء القارئ! ومن المدهش أن يعلن المؤلف في مقدمته أنه يقدم معلومات صحيحة لمعالجة الدراسة "موضوعيا" حتى يكون "منصفا" "مدققا" ويتوقى "المقارنة عن طريق المقابلة مع المسيحية" Adverse Comparison with Christianity٢ ولكن بعد هذه الإعلانات كلها عن الموضوعية يكتب الكاتب أنه "لا يمكن أن يكون هناك شك على أية صورة" أن محمدا قد تمثل أفكارا من التلمود وبعض المصادر المحرفة، أما بالنسبة للمسيحية فإن هناك احتمالا طاغيا بأن محمدا قد استمد إيحاءه منها!

وقد يثير انتقاء الكلمات وحده الشك في أمر كفاءة الكاتب، كي يكون قاضيا، ولكن معالجته الفعلية للموضوع في مجمله يكشف عن هذا بصورة أوضح. ولقد تعرض شخص محمد لكثير من الافتراء، ولكن يظل الافتراء


١ انظر مثلا للدكتور محمد البهي "الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي" القاهرة ١٣٧٦هـ/ ١٩٥٧م, ص١٨١.
٢ J.N. Anderson "ed" the Worlds' Religions' London ١٩٥٠ P.P. ٥٢-٩٨.
وليس للناشر سوى مقال عن الإسلام كما له مقدمة وخاتمة، والنصوص المذكورة سابقا في صفحات.
٥٨-٥٩-٦٠ -٨٢ "n,١", ٨٥ "n.١" ٩٢, ٩٣, ٩٧-٨"

<<  <   >  >>