للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرئيس هو ما يمس جوهر رسالته وتقديمه للقرآن ككلام الله، في حين أنه ليس كذلك, وهكذا نهج الكاتب بالنسبة لمحمد وبالنسبة للإسلام، وعلى هذا النحو يكون الحج إلى مكة -إحدى دعائم الإسلام الخمس- مفتقدا للباعث المعنوي Moral uplift ويكون دين الإسلام كله على أحسن الأحوال "باردا شكليا" والمؤلف كسابقه, إن مستويات الإسلام الأخلاقية قد جعلته ينفر!

ويتضح تماما ما إذا كان هذا المنهج يرقى إلى الموضوعية التي وعدنا بها الكاتب أم لا. إنه ينسى ماضيه كمبشر قديم، ويكتب من هذه الزاوية. وهكذا يصدر الحكم في شأن "نقائض" الإسلام من زوايا مسيحية أوروبية عصرية! ويكون الهدف إنجيليا خالصا! وبالنسبة للتطورات المحتملة داخل الإسلام في العالم المعاصر يناقش الكاتب فرص الشيوعية، ولكنه يؤمل كما يظهر في "تحول قياس لم يسبق له مثيل إلى المسيحية التي لم تعرض بعد بالصورة المناسبة للعالم الإسلامي"! وهو إذ يخوض بعض المناقشات المعروفة عند المبشرين يجد من العقبات التي تعترض الطريق نحو "تحويل المسلمين إلى الإنجيل euangelization To Islam" حكم الردة، وافتقاد النصوص التي تعين على تحويل المسلم عن دينه في القوانين العصرية التي صدرت مؤخرًا١! وهو يختتم مقاله في أسلوب شعري "إن للعالم إن يرى ماذا سوف يحدث حين يعرض إنجيل المسيح الحي بالصورة الملائمة لملايين المسلمين".

وليس ثمة حاجة لفحص مؤلفات الكاتب التي تتعلق بمهنته، فهي معلومة موصوفة في مجال العمل القانوني المعاصر في عدد من الأقطار الإسلامية، فإلى جانب الحكم الأخلاقي المتكرر طبقا للنظرة المسيحية، فإن هناك فكرة رئيسية قد عرضت في السطور السابقة، والشريعة الإسلامية ليست نصوصا جامدة، وقد تعرضت خلال التطبيق لمحاولات التجديد والتنقيح، وبصورة قوية في الزمن القريب، ولكن الكاتب لا يعنى كثيرا كما يتضح من كتابته بتفهم تاريخ الشريعة الإسلامية! إن الأصول الرئيسية للشريعة هي القرآن والسنة، فللشريعة طابعها الإلهي، ولكنها تستمد من مصادر أخرى بجانب هذين المصدرين خلال تجارب الإنسان في الحكم،


١ انظر مثلا: J.N.D Anderson. Islamic Laws in the Modern World, New York, ١٩٥٩ ٩٨.

<<  <   >  >>