للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل في سنة تسع وتسعين ومائتين: إن عبيد الله المهدي الزنديق سمح لأتباعه أن يغرقوا في كفرهم حتى ألَّهوه فقد كانت أيمانهم المغلظة: «وحق عالم الغيب والشهادة، مولانا الذي برقادة» . (١)

كان بعض دعاة بني عبيد يقول عن المهدي هو الخالق الرازق. (٢)

قال الشاعر القيرواني أبو القاسم الغماري ت٣٤٥هـ عن بني عبيد (٣) :

نالُوا بهم سبب النجاة عُموما

عبدوا ملوكَهُمُ، وظنُّوا أنّهم

قال الذهبي: «وفي سنة ستين وثلاث مئة، وجد بالسُّوق قماش قد نُسِجَ فيه: المُعِزُّ عَزَّ وجَلَّ، فأُحضر النَّسَّاج إلى جوهر، فأنكر ذلك، وصُلِبَ النَّساجُ ثم أُطلق» . (٤)

ورد في مخطوط ”عقيدة الإسماعيلية“ الذي نشره المستشرق جويار عن تأليه المعز لدين الله. (٥)

وقال حسن إبراهيم حسن: «وقد بالغ ابن هانيء في غلوه فنسب لمولاه (المعز) بعض صفات النبوة والألوهية وبهذا مهد السبيل لمن جاء بعده من الشعراء. يدل على ذلك القصيدة الطويلة التي أنشدها في حضرة المعز والتي منها:

ولعلة ماكانت الأشياءُ

تجري بأمرك والرياح رخاء

أقدارُ واستحيت لك الأنواء

في راحتيك يدور حيث تشاء

هو علة الدنيا ومن خُلقت له

ولك الجواري المنشآتُ مواخر

فَعَنَتْ لك الأبصارُ وانقادت لك ال

لاتسألن عن الزمان فإنه

وقال: «ولم يفتر ابن هانيء عن مواصلة مدحه للمعز؛ ولكنا نراه يُغرق فيجعله في منزلة عيسى ومحمد، بل ينسب إليه بعض صفات الألوهية، كما يتضح ذلك في قصيدة أخرى حيث يقول:

غفارَ موبقة الذنوب صفوحا

لدعيتَ من بعد المسيح مسيحا

وتنزَّل القرآن فيك مسيحا


(١) علي محمد الصلابي، الدولة العبيدية في ليبيا ص٨٦. ونسبه للذهبي، السير ١٥/٢١٥ ولم أجده.
(٢) التاريخ حوادث سنة ٣٢١-٣٣٠، ص ٢٢.
(٣) اليعلاوي، ابن هانيء الأندلسي ص٢٥٠.
(٤) السير ١٥/١٦٥.
(٥) انظر حسن إبراهيم حسن، تاريخ الدولة الفاطمية ص٣٢٩.والمقصود بالمخطوط هو أجزاء عن عقائد الإسماعيلية جمعه ونشره المستشرق جويار.

<<  <  ج: ص:  >  >>