للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال حسن إبراهيم حسن: وعقيدة تأليه الحاكم أثارت سخط الأهلين وأمثالها، إذا كان لايزال هناك كثيرون يناوئون سياسة الفاطميين، فقد كتب أحد الشعراء بيتين من الشعر في ورقة على المنبر، فوقعت في يد العزيز وقرأها فإذا فيها (١) :

وليس بالكفر والحماقة

فقل لنا كاتبَ البطاقة

بالظلم والجور قد رضينا

إن كنت أُعطيتَ علمَ غيبٍ

قال الذهبي: «قرأت في تاريخ صُنِّف على السنين في مجلد صنفه بعض الفُضَلاء سنة بضع وثلاثين وستمائة، قدمه لصاحب مصر الملك الصالح: في سنة سبع وستين قال: وكانت الفِعْلة (القضاء على الدولة العبيدية) من أشرف أفعاله (صلاح الدين) ، فَلَنِعْمَ مافعل، فإنّ هؤلاء كانوا باطنية زنادقة، دعوا إلى مذهب التناسخ، واعتقاد حلول الجزء الإلهي في أشباحهم.

وقال الذهبي: أن الحاكم قال لداعيه: كم في جريدتك؟

قال: ستة عشر ألفاً يعتقدون أنّك الإله.

قال شاعرهم:

فاحكم فأنت الواحد القهار

ماشئت لا ماشاءت الأقدار

فلعن الله المادح والممدوح، فليس هذا في القبح إلا كقول فرعون أنا ربكم الأعلى.

وقال بعض شُعرائهم في المهديّ برَقّادة:

حل بها آدمُ ونوحُ

فما سوى الله فهو ريحُ

حلّ برقادة المسيحُ

حل بها الله في عُلاهُ

قال: وهذا أعظم كُفراً من النّصارى، لأن النّصارى يزعمون أن الجزء الإلهيّ حلّ بناسوت عيسى فقط، وهؤلاء يعتقدون حُلُوله في جسد آدم ونوح والأنبياء وجميع الأئمة.

هذا اعتقادهم لعنهم الله» . (٢)


(١) حسن إبراهيم حسن، تاريخ الدولة الفاطمية ص ٣٤٩، وانظر ابن خلكان، وفيات الأعيان ٢/٢٠٠، الذهبي، السير ١٥/١٦٩.
(٢) التاريخ، حوداث سنة ٥٦١-٥٧٠ ص٢٧٤-٢٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>