للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال بعضهم المرئي ذات المصطفى بجسمه وروحه كما تقدم في النقل السابق.

وبعضهم يقول ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه، بل مثالا له، وصار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسه.

وقالوا: والآلة تارة تكون حقيقة، وتارة تكون خيالية، والنفس غير المثال المتخيل، فما رآه في الشكل ليس هو روح المصطفى ولا شخصه، بل هو مثال له على التحقيق.

وفصل بعضهم فقال: رؤية (١) النبي بصفته المعلومة إدراك له على الحقيقة. ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال (٢).

وقال بعضهم: ومنهم من يرى روحه في اليقظة متشكلة بصورته الشريفة.

ومنهم من يرى حقيقة ذاته الشريفة وكأنه معه في حياته ، وهؤلاء هم أهل المقام الأعلى في رؤيته (٣).

وأعجب من ذلك كله ما ذُكر عن بعضهم من أنه رأى السماء والأرض والعرش والكرسي مملوءة من رسول الله .

وزعم من زعم أن السؤال عن كيفية رؤية المتعددين له عليه والسلام في زمن واحد في أقطار متباعدة ينحل به، ولا يحتاج معه إلى ما أشار إليه بعضهم وقد سئل عن ذلك فأنشد:

كالشمس في كبد السماء وضوؤها … يغشى البلاد مشارقًا ومغاربًا (٤)


(١) لا يقصدون هنا الرؤيا المنامية، وإنما يقصدون رؤية اليقظة، فهم يقولون: إن رؤيته أكثر ما تقع بالقلب ثم يترقى الحال إلى أن يُرى بالبصر على ما زعموا.
(٢) غاية الأماني (١/ ٥١).
(٣) التيجانية (ص ١٢٧).
(٤) غاية الأماني (١/ ٥٢).

<<  <   >  >>