للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد انقسم الناس في فهمهم لهذه المحبة إلى ثلاثة أقسام هي:

القسم الأول: أهل الإفراط.

القسم الثاني: أهل التفريط.

القسم الثالث: الذين توسطوا بين الإفراط والتفريط.

أما أصحاب القسم الأول: فهم الذين بالغوا في محبته بابتداعهم أمورًا لم يشرعها الله ورسوله ، ظنا منهم أن فعل هذه الأمور هو علامة المحبة وبرهانها.

ومن تلك الأمور احتفالهم بمولده، ومبالغتهم في مدحه وإيصاله إلى أمور لا تنبغي إلا لله تعالى ومن ذلك قول قائلهم:

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به … سواك عند حلول الحادث العمم

إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي … فضلا وإلا فقل يا زلَّة القدم (١)

وقوله:

فإن من جودك الدنيا وضرَّتها … ومن علومك علم اللوح والقلم

فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول ، ومن بعض علومه علم اللوح والقلم لأن "من" للتبعيض، فماذا للخالق جل وعلا؟

إضافة إلى صرف بعض أنواع العبادة له كالدعاء والتوسل والاستشفاع والحلف به والطواف والتمسح بالحجرة التي فيها قبره إلى غير ذلك من البدعيّات والشركيّات التي تفعل بدعوى المحبة للرسول ، وهي أمور لم يشرعها الله ورسوله ولم يفعلها الصحابة رضوان الله عليهم الذين عُرفوا بإجلالهم وتقديرهم ومحبتهم لرسول الله ، وإضافة إلى ذلك فإن ما يقوم به هؤلاء هي أمور مخالفة


(١) ديوان البوصيري (ص ٢٣٨).

<<  <   >  >>