وصعوبة مسالكها، حيث اضطروا للاسترشاد بدليل ماهر، يكشف لهم طريقهم فى الجبال بين الروابى والوهاد.
وأخيرا يعود الموكب الى قاعدته «غرناطة» ، راجعا من طريق آخر، مارا بثغر المرية، حيث استعرض السلطان قطع الاسطول الحربى، واستقبل رجاله فى زيهم الرائع الانيق.
كما زار الموكب بعد المرية بعض المدن العامة، مثل: بجانة، وبرشلونة وفنيانة، وينتهى المطاف بمدينة وادى آش مرة أخرى، ومنها الى العاصمة «غرناطة»«١» .
وبذلك أتيحت فرصة رسمية هامة للوزير ابن الخطيب، حيث وقف على أحوال هذه المدن الاندلسية خلال هذه الرحلة، وكون لنفسه ودون فى مذكراته فكرة عميقة موضوعية عن كل مدينة زارها الركب السلطانى التاريخى.
أما بالنسبة للمدن المغربية فقد زار ابن الخطيب المغرب أكثر من مرة، وفى كل مرة كان يتجول فى البلاد ويتعرف عليها، ويختلط بأهلها، ولا سيما رجال الادارة والعلماء والخاصة، ولابد أنه شافه الكثير منهم برغبته فى الوقوف على معالم مدنهم وآثارهم واجتماعياتهم، وكانت المعاينة لديه وسيلة هامة فى وزن الحقائق، وكشف الظنون، وجلاء الشكوك.
لقد زار ابن الخطيب المغرب لاول مرة سفيرا من لدن السلطان الغنى بالله ابن الأحمر، الى سلطان المغرب عام ٧٥٥ هـ- ١٣٥٤ م.