للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابُ الْمُجْمَلِ:

"لُغَةً: الْمَجْمُوعُ" مِنْ أَجْمَلْتُ الْحِسَابَ١ "أَوْ الْمُبْهَمُ".

قَالَ ابْنُ قَاضِي الْجَبَلِ: هُوَ لُغَةً مِنْ الْجَمْلِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْيَهُودِ: "جَمَلُوهَا" ٢ أَيْ خَلَطُوهَا٣، وَمِنْهُ الْعِلْمُ الإِجْمَالِيُّ، لاخْتِلاطِ الْمَعْلُومِ بِالْمَجْهُولِ، وَسُمِّيَ مَا يُذْكَرُ فِي هَذَا الْبَابِ مُجْمَلاً لاخْتِلاطِ الْمُرَادِ بِغَيْرِهِ.

"أَوْ الْمُحَصَّلُ" مِنْ أَجْمَلَ الشَّيْءَ إذَا حَصَّلَهُ٤.

"وَاصْطِلاحًا"٥ أَيْ


١ قال في المصباح المنير "١/١٣٤": "وأجملت الشيء إجمالاً: جمعته من غير تفصيل". وانظر معجم مقاييس اللغة ١/٤٨١
٢ في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم، فجملوها وباعوها وأكلوا ثمنها". "انظر صحيح البخاري٣/١٠٧، صحيح مسلم ٣/١٢٠٧، بذل المجهود ١٥/١٦٢، عارضة الأحوذي ٥/٣٠٠، سنن النسائي ٧/٢٧٣، سنن ابن ماجه ٢/١١٢٢، جامع الأصول ١/٣٧٦.
٣ إن كلمة"جملوها" في الحديث ليس معناها: خلطوها كما ذكر ابن قاضي الجبل، بل معناها: أذابوها كما ذكر شراح الحديث من أهل اللغة، يؤكد ذلك قول ابن منظور في لسان العرب "١١/١٢٧": وقد جمله يجمله جملاً واجمله: أذابه واستخرج دهن. وذكر الحديث.
٤ معجم مقاييس اللغة ١/٤٨١.
٥ انظر تعريفات الأصوليين للمجمل في "الحدود للباجي ص٤٥، العدو ١/١٤٢، المستصفى ١/٣٤٥، الإشارات للباجي ص٤٣، التعريفات للجرجاني ص ١٠٨، أدب القاضي للماوردي١/٢٩٠، المحصول ج١ق٣ ٢٣١، مناهج العقول ١/١٨٩، البرهان ١/٤١٩، كشف الأسرار ١/٥٤، شرح تنقيح الفصول ص ٣٧، ٢٧٤، الإحكام للآمدي ٣/٨، روضة الناظر ص ١٨٠، نشر البنود ١/٢٧٣، التلويح على التوضيح ١/١٢٦، إرشاد الفحول ص١٦٧، المعتمد ١/٣١٧، اللمع ص ٢٧، فتح الغفار ١/١١٦، أصول السرخسي ١/١٦٨، الإحكام لابن حزم ٣/٣٨٥، شرح العضد ٢/١٥٨، تخريج الفروع على الأصول للزنجاني ص١٢٣، شرح الحطاب على الورقات ص١٠٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>