للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الْفَاءُ"

"الْفَاءُ الْعَاطِفَةُ"١ تَكُونُ "لِتَرْتِيبٍ" وَهُوَ قِسْمَانِ:

- مَعْنَوِيٌّ كَـ "قَامَ زَيْدٌ فَعَمْرٌو".

- وَذِكْرِيٌّ: وَهُوَ عَطْفُ مُفَصَّلٍ عَلَى مُجْمَلٍ هُوَ هُوَ فِي الْمَعْنَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} ٢ {فَتُوبُوا إلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} ٣ {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} ٤ {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} ٥ {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} ٦ وَتَقُولُ: "تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ". وَتَقُول: "قَالَ فَأَحْسَنَ"، "وَخَطَبَ فَأَوْجَزَ"، "وَأَعْطَى فَأَجْزَلَ".

"وَ" تَأْتِي الْفَاءُ أَيْضًا لِـ "تَعْقِيبٍ" وَهُوَ كَوْنُ الثَّانِي بَعْدَ الأَوَّلِ بِغَيْرِ٧ مُهْلَةٍ. فَكَأَنَّ الثَّانِيَ أَخَذَ بِعَقِبِ الأَوَّلِ فِي الْجُمْلَةِ "كُلٌّ بِحَسَبِهِ عُرْفًا" يَعْنِي أَنَّ التَّعْقِيبَ يَكُونُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِحَسَبِهِ. تَقُولُ: "تَزَوَّجَ فُلانٌ فَوُلِدَ لَهُ"


١ انظر تفصيل الكلام على معاني الفاء في "مغني اللبيب ١/ ١٧٣-١٨٢، الجنى الداني ص٦١-٧٨، البرهان ٤/ ٢٩٤-٣٠١، الإتقان ٢/ ٢٠٩ وما بعدها، الصاحبي ص١٠٩ وما بعدها، شرح تنقيح الفصول ص١٠١، الإحكام للآمدي ١/ ٦٨، التمهيد للآسنوي ص٥٦، القواعد والفوائد الأصولية ص١٣٧، المفصل ص٣٠٤، المعتمد ١/ ٣٩، كشف الأسرار للبخاري ٢/ ١٢٧ وما بعدها، فواتح الرحموت ١/ ٢٣٤، المحلي على جمع الجوامع وحاشية البناني عليه ١/ ٣٤٨، الأزهيّة ص٢٥٠-٢٥٧، رصف المباني ص٣٧٦-٣٨٧".
٢ الآية ٣٦ من البقرة.
٣ الآية ٥٤ من البقرة.
٤ الآية ١٣٦ من الأعراف.
٥ الآية ١٥٣ من النساء.
٦ الآية ٤٥ من هود.
٧ في ز: بلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>