للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"اللاَّمُ"

"وَ" تَأْتِي "اللاَّمُ" الْجَارَّةُ١ "لِلْمِلْكِ حَقِيقَةً، لا يُعْدَلُ عَنْهُ" أَيْ عَنْ الْمِلْكِ إلاَّ بِدَلِيلٍ. قَالَهُ أَبُو٢ الْخَطَّابِ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي "التَّمْهِيدِ".

"وَلَهَا مَعَانٍ كَثِيرَةٌ٣":

أَحَدُهَا: التَّعْلِيلُ٤. نَحْوُ "زُرْتُك لِشَرَفِكَ"، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ} ٥، وَقَوْلِهِ: "أَنْتِ طَالِقٌ لِرِضَى زَيْدٍ"، فَتَطْلُقُ فِي الْحَالِ، رَضِيَ زَيْدٌ أَوْ لَمْ يَرْضَ، لأَنَّهُ تَعْلِيلٌ لا تَعْلِيقٌ.

الثَّانِي: الاسْتِحْقَاقُ٦، نَحْوُ: "النَّارُ لِلْكَافِرِينَ".

الثَّالِثُ: الاخْتِصَاصُ٧، نَحْوُ "الْجَنَّةُ لِلْمُؤْمِنِينَ".

وَفَرَّقَ الْقَرَافِيُّ بَيْنَ الاسْتِحْقَاقِ وَالاخْتِصَاصِ، بِأَنَّ الاسْتِحْقَاقَ٨ أَخَصُّ. فَإِنَّ


١ انظر معاني اللام في "الجنى الداني ص٩٥-١٣٩، معترك الأقران ٢/ ٢٣٩-٢٤٣، الأزهيّة ص٢٩٨ وما بعدها، تسهيل الفوائد ص١٤٥، اللامات لابن فارس ص١٥-٢٦، رصف المباني ص٢١٨-٢٥٦، تأويل مشكل القرآن ص٥٦٩-٥٧٢، مغني اللبيب ١/ ٢٢٨-٢٦١، المفصّل ص٢٨٦-٣٢٦ وما بعدها، الإتقان ٢/ ٢٢٤-٢٢٧، البرهان ٤/٣٣٩-٣٥٠، أوضح المسالك ٣/ ٢٩-٣٥، المحلي على جمع الجوامع وحاشية البناني عليه ١/ ٣٥٠ وما بعدها، الصاحبي ص١١٢-١١٦، شرح تنقيح الفصول ص١٠٣ وما بعدها، الإحكام للآمدي ١/٦٢".
٢ في ش: ابن.
٣ ساقطة من ش.
٤ وهي التي يصلح موضعها "من أجل". "البرهان ٤/ ٣٤٠".
٥ الآية ١٠٥ من النساء.
٦ قال ابن هاشم: "وهي الواقعة بين معنى وذات". "مغني اللبيب ١/ ٢٢٨".
٧ ومعناه أنها تدلّ على أن بين الأول والثاني نسبة باعتبار ما دَلَّ عليه متعَلَّقُهُ. "البرهان ٤/ ٣٣٩".
٨ كذا في شرح تنقيح الفصول. وفي الأصول الخطية كلها: الاختصاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>