للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الْبَاءُ"

"الْبَاءُ"١ تَكُونُ "لإِلْصَاقٍ حَقِيقَةً" نَحْوُ "أَمْسَكْت ٢ الْحَبْلِ بِيَدِي ٢" "وَمَجَازًا" نَحْوُ "مَرَرْت بِزَيْدٍ" فَإِنَّ الْمُرُورَ لَمْ يُلْصَقْ بِهِ، وَإِنَّمَا أُلْصِقَ بِمَكَانٍ يَقْرُبُ مِنْ زَيْدٍ.

وَمَعْنَى الإِلْصَاقِ: أَنْ يُضَافَ الْفِعْلُ إلَى الاسْمِ، فَيُلْصَقُ بِهِ بَعْدَ مَا كَانَ لا يُضَافُ إلَيْهِ لَوْلا دُخُولُهَا، نَحْوُ "خُضْت الْمَاءَ بِرِجْلِي"، وَ "مَسَحْت بِرَأْسِي".

وَالْبَاءُ لا تَنْفَكُّ عَنْ الإِلْصَاقِ، إلاَّ أَنَّهَا قَدْ تَتَجَرَّدُ٣ لَهُ، وَقَدْ يَدْخُلُهَا مَعَ ذَلِكَ مَعْنًى آخَرُ، وَلِهَذَا لَمْ يَذْكُرْ لَهَا سِيبَوَيْهِ٤ مَعْنًى غَيْرَهُ.

"وَلَهَا مَعَانٍ" أُخَرُ:

أَحَدُهَا: التَّعْدِيَةُ، وَتُسَمَّى بَاءَ النَّقْلِ وَهِيَ الْقَائِمَةُ مَقَامَ الْهَمْزَةِ فِي تَصْيِيرِ الْفَاعِلِ مَفْعُولاً نَحْوُ٥ قَوْله تَعَالَى: {ذَهَبَ اللَّهُ


١ انظر معاني الباء في "الجنى الداني ص٣٦- ٥٦، الأزهيّة ص٢٩٤-٢٩٧، رصف المباني ص١٤٢-١٥٢، مغني اللبيب ١/ ١٠٦-١١٨، تأويل مشكل القرآن ص٥٦٨، ٥٧٥، ٥٧٨، البرهان ٤/ ٢٥٢-٢٥٧، معترك الأقران ١/ ٦٣٤-٦٣٧، أوضح المسالك ٣/ ٣٥-٣٨، الصاحبي ص١٠٥-١٠٧، الإشارة إلى الإيجاز ص٣٦ وما بعدها، الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص٤١ وما بعدها، شرح تنقيح الفصول ص١٠٤ وما بعدها، الإحكام للآمدي ١/ ٦٢، القواعد والفوائد الأصولية ص١٤٠، ١٤٣، فواتح الرحموت ١/ ٢٤٢، الاتقان ٢/ ١٨٢-١٨٥، المفصل ص٢٨٥، المحلي على جمع الجوامع ١/ ٣٤٢ وما بعدها، كشف الأسرار ٢/ ١٦٧ وما بعدها، المسودة ص٣٥٦".
٢ في ش: بالحبل.
٣ في ش: تجرد.
٤ انظر الكتاب لسيبويه ٢/ ٣٠٤.
٥ في ش: في.

<<  <  ج: ص:  >  >>