للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وَلا يُشْتَرَطُ فِي قَبُولِ خَبَرٍ أَنْ لا يُنْكَرَ" يَعْنِي أَنَّهُ لَوْ رَوَى ثِقَةٌ خَبَرًا فَأَنْكَرَهُ غَيْرُهُ لَمْ يَمْنَعْ ذَلِكَ مِنْ قَبُولِهِ عِنْدَنَا. وَأَوْمَأَ إلَيْهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ خِلافًا لِلْحَنَفِيَّةِ، ذَكَرَهُ الْقَاضِي فِي الْخِلافِ فِي خَبَرِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ١ وَرَدِّ عُمَرَ لَهُ٢. وَكَذَا قَالَ ابْنُ عَقِيلٍ: جَوَابُ مَنْ قَالَ: ٣رَدَّهُ السَّلَفُ٣: أَنَّ الثِّقَةَ لا يُرَدُّ حَدِيثُهُ لإِنْكَارِ غَيْرِهِ؛ لأَنَّ مَعَهُ زِيَادَةً٤.


١ هي الصحابية فاطمة بنت قيس بن خالد الفهرية القريشية. وهي أخت الضحاك بن قيس، وكانت أكبر منه بعشر سنين، طلقها زوجها، وتزوجت أسامة، وكانت من المهاجرات الأول، وفي بيتها اجتمع أصحاب الشورى، وكانت ذات عقل وافر وجمال وكمال، وهي التي روت قصة الجساسة بطولها، وحديثها في طلب النفقة من وكيل زوجها. وروت ٣٤ حديثاً.
انظر ترجمتها في "الإصابة ٤/ ٣٨٤، الاستيعاب ٤/ ٣٨٣، تهذيب الأسماء ٢/ ٣٥٣، الخلاصة ص ٤٩٤، مسند أحمد ٦/ ٣٧٣".
٢ روى مسلم عن الشعبي أنه حدث بحديث فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لها سكنى ولا نفقة، فأخذ الأسود بن يزيد كفًّا من حصى فحصبه به وقال: ويلك، تحدث بمثل هذا؟! قال عمر: لا نترك كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لقول امرأة، لا ندري، لعلها حفظت أو نسيت". وكذلك روى مسلم أن عائشة رضي الله عنها أنكرت ذلك على فاطمة.
"انظر صحيح مسلم ٢/ ١١١٦، ١١١٨، نيل الأوطار ٦/ ٣٣٩".
وروى مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومالك والدارمي وغيرهم عن فاطمة بنت قيس قالت: طلقني زوجي ثلاثاً، فلم يجعل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم سكنى ولا نفقة".
"انظر: صحيح مسلم ١/ ١١٥، مسند أحمد ٦/ ٣٧٣، سنن أبي داود ١/ ٥٣١، تحفة الأحوذي ٤/ ٣٥١، سنن النسائي ٦/ ١٧٥، سنن ابن ماجه ١/ ٦٥٦، الموطأ ٢/ ٥٧٩، سنن الدارمي ٢/ ١٦٥، نيل الأوطار ٦/ ٣٣٨".
٣ في ب: رد السلف الخلف.
٤ انظر: المسودة ص ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>