وقال: ١ ليس يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم
١ قال الحافظ في التلخيص (٢/١٦٥) عقب قول الترمذي هذا، وذكره الدارقطني في العلل, وقال: الصواب مرسل. وروى البيهقي بعضه من حديث موسى بن طلحة قال: عندنا كتاب معاذن ورواه الحاكم (١/٤٠١) ، وقال: موسى بن طلحة تابعي كبير، لم ينكر له أنه يدرك أيام معاذ، رضي الله عنه. قال الحافظ: قد منع ذلك أبو زرعة، وقال ابن عبد البر: لم يلق معاذاً ولا أدركه, وروى البزار والدارقطني (٢/٩٦) من طريق الحارث بن نبهان عن عطاء بن السائب عن موسى بن طلحة عن أبيه مرفوعاً: (ليس في الخضراوات صدقة) . قال البزار: لا نعلم أحداً قال فيه عن أبيه إلا الحارث بن نبهان. ورواه ابن عدي للحارث بن نبهان وحكى تضعيفه عن جماعة، والمشهور عن موسى مرسل, ورواه الدارقطني (٢/٩٦) من طريق مروان بن محمد السنجاري عن جرير عن عطاء بن السائب، فقال عن أنس بن مالك، بدل قوله عن أبيه, ولعله تصحيف منه, ومروان مع ذلك ضعيف جداً. وروى الدارقطني من حديث علي (٢/٩٤، ٩٥) مثله، وفيه الصقر بن حبيب, وهو ضعيف جداً. قال الحافظ: وفي الباب عن محمد بن جحش أخرجه الدارقطني (٢/٩٥، ٩٦) ، وليس فيه سوى عبد الله بن شبيب, فقد قيل فيه: إنه يسرق الحديث. وعن عائشة أخرجه الدارقطني (٢/٩٥) وفيه صالح بن موسى, وهو ضعيف, وعن علي وعمر موقوفاً أخرجهما البيهقي. اهـ. وعلى هذا فليس في هذا الباب حديث يصرح أنها كلها ضعاف، لكن يعضد بعضها بعضاً، لذا اعتمده الفقهاء أنه ليس في الخضراوات زكاة، خلافاً لما نقل عن أبي حنيفة والظاهرية. والله أعلم.