للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتعين النطق به، ولا ينفع بالقلب إلا من مظلوم قصد الاستثناء قبل تمام المستثنى منه١، وعن أحمد رواية أخرى٢: أنه يجوز الاستثناء إذا لم يطل الفصل.

وهذا قول الأوزاعي٣، قال في رجل قال: "لا أفعل كذا وكذا"، ثم سكت ساعة لا يتكلم ولا يحدث نفسه بالاستثناء، فقال له إنسان: "قل إن شاء الله"، قال: "إن شاء الله" أيكفر عن يمينه؟ قال: "أراه قد استثنى"ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله لأغزون٤ قريشا"، ثم سكت، ثم قال: "إن شاء الله" رواه أحمد٥ وأبو داود٦، وزاد قال الوليد بن مسلم٧: "ولم يغزهم"٨.

وحكي عن الحسن٩، وعطاء١٠، وبعض الحنابلة١١: أنه يصح الاستثناء


١ هذا المذهب، وانظر: المبدع: ٩/٢٧٠، الإقناع: ٤/٣٣٥.
٢ الإنصاف: ١١/٢٦.
٣ المغني: ١٣/٤٨٥، الشرح الكبير: ٦/٨٣.
٤ في (ب) : "لا أغزون".
٥ لم أقف عليه في المسند، وقد ذكر في المغني: ١٣/٤٨٥: أن الإمام أحمد احتج به.
٦ سنن أبي داود: ٣/٥٨٩، والحديث سبق تخريجه ص٥٧ من هذا الكتاب.
٧ الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي، مولى بني أمية، من حفاظ الحديث، وثقه جمع من الأئمة وكان كثير الحديث والعلم، مات سنة (١٩٥هـ) .
ترجمته في: طبقات ابن سعد: ٧/٣٢٦، سير أعلام النبلاء: ٩/٢١١، شذرات الذهب: ٢/٤٤٧.
٨ سنن أبي داود: ٣/٥٩٠.
٩ مصنف عبد الرزاق: ٨/٥١٨، المحلى: ٨/٤٦، فتح الباري: ١١/٦٠٣.
١٠ المصادر السابقة.
١١ المغني: ١٣/٤٨٥، الإنصاف: ١١/٢٦.

<<  <   >  >>