للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهذا من أخبث قول المبتدعة، وأقربها إلى الضلالة والردى، بل هو ضلالة زعم أنه لا يرى التقليد، وقد قلد دينه أبا حنيفة (١) وبشر المريسي (٢)، وأصحابه، فأي عدو لدين الله أعدى ممن يريد أن يطفئ السنن، ويبطل الآثار والروايات، ويزعم أنه لا يرى التقليد وقد قلد دينه من قد سميت لك، وهم أئمة الضلال، ورءوس البدع، وقادة المخالفين (٣)، فعلى قائل هذا القول غضب الله] (٤)] (٥).


(١) النعمان بن ثابت الكوفي، أبو حنيفة الإمام، يقال: أصلهم من فارس، ويقال: مولى بني تيم، فقيه مشهور، من السادسة، رأى أنسًا وسمع عطاء ونافعًا وعكرمة، مات سنة خمسين على الصحيح، وله سبعون سنة. التقريب (ص ٤٩٤)، والكاشف (٢/ ٣٢٢)، وتاريخ بغداد (١٣/ ٣٢٤).
(٢) بشر بن غياث المريسي مبتدع ضال، لا ينبغي أن يروى عنه ولا كرامة، تفقه على أبي يوسف فبرع وأتقن علم الكلام، ثم جرد القول بخلق القرآن، ولم يدرك الجهم بن صفوان، وإنما أخذ مقالته، واحتج لها، ودعا إليها، هلك سنة (٢١٨).
لسان الميزان (٢/ ٣٠)، وانظر أخباره في تاريخ بغداد (٧/ ٥٦ - ٦٦).
(٣) لا يقال في حق أبي حنيفة -رَحِمَهُ اللهُ- أنه من أئمة الضلال ورءوس البدع، لأنه إمام مجتهد، موافق لمعتقد أهل السنة في أكثره، وإن كان صدر منه بعض الهنات، فإنما هي عن اجتهاد أو عدم بلوغ الدليل، فلم يقصد بها مضارة الدين كما حصل من بشر المريسي المبتدع الضال، وعدم ورود هذه الفقرة عند ابن القيم وابن أبي يعلى يدل على أنهم لم يرتضوا بما قيل في حقه.
(٤) من قوله: (فعلى قائل هذا القول لعنة الله) ليس في (ط).
(٥) من قوله: (وليسوا أصحاب قياس) ليس في (ح).

<<  <   >  >>