وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله تعالى ثم يسكت؟ فقال: ولِمَ يسكت؟ ولولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا لأي شيء لا يتكلمون؟ أخرجه أبو داود في "مسائله" (ص ٣٥٥ - رقم ١٧٠٥). قال الآجري في الشريعة (١/ ٥٢٨) معقبًا على كلام الإمام أحمد: "معنى قول أحمد بن حنبل في هذا المعنى يقول: لم يختلف أهل الإيمان أن القرآن كلام الله تعالى، فلما جاء جهم بن صفوان فأحدث الكفر بقوله: "القرآن مخلوق" لم يسع العلماء إلا الردّ عليه، بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، بلا شك، ولا توقف فيه، فمن لم يقل: "غير مخلوق" سمي واقفيًّا، شاكًّا في دينه". (١) في (ط): ألفاظنا به. (٢) لا توجد في (ط) و (ح). (٣) لا توجد في (ط). (٤) (ألفاظ العباد بالقرآن) يراد به معنيان: الأول: يراد به الكلام الملفوظ به، المتلو، المقروء، فهذا كلام الله غير مخلوق. الثاني: أن اللفظ قد يراد به فعل المتكلم وحركاته وصوته، وهذا مخلوق. وقد يراد بذلك مجموع الأمرين، فلا يجوز إطلاق الخَلق على الجميع، ولا نفي الخلق=