للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نِداءً" (٣٠).

وقال شيخ الإِسلام: "والنِّداء في لغة العَرَب: هو صوتٌ رَفيعٌ، لا يُطلَق النِّداء على ما ليسَ بصوتٍ، لا حَقيقةً ولا مَجازًا" (٣١).

قلت: ما قالَه شيخ الإِسلام مُوافق لِما حكيْتُه عن أهلِ اللغةِ من أنَّ النداءَ الصَّوتُ الرَّفيعُ.

فإذا عُلِمَ هذا ثَبَتَ أنَّ الله تعالى نادى موسى بصَوْتٍ، ويُنادِي بصَوتٍ عبادَه يومَ القيامةِ.

٣ - حديثُ عبد الله بن أنَسٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

"يَحْشُرُ الله العبادَ -أو الناسَ- عُراةً غُرْلًا بُهْمًا".

قلنا: ما بُهْماً؟ قال:

"ليسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، فَيُناديهم بصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ -أحسَبُه قالَ: كما يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ-: أنا المَلِكُ، أنا الدَّيَّانُ ... " الحديث (٣٢).

وهذا الحديثُ صَريحٌ في إثْباتِ كلام الرَّبِّ تعالى بصَوْتٍ، وقَد احْتجَّ به على ذلك إمامُ أهل الحديث محمَّدُ بن إسماعيل البُخاريُّ رحمه الله، فقال:


(٣٠) "اللسان" مادة (ندي).
(٣١) "مجموع الفتاوى" ٦/ ٥٣١
(٣٢) حديث حسن، وقد سبق سياقه بتمامه وتخريجه في المبحث الرابع.

<<  <   >  >>