للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شَرْح مسألة اللفظِ، بما يُبْطِلُ مذهبَ الباقلّاني ومَن تابَعَه، فارْجِع إليه.

وقال صاحبُ "كفاية العوام" -منهم-: "وليسَ المُرادُ بكَلامِهِ تعالى الواجب لَهُ تعالى الألفاظ الشَّريفةَ المُنْزَلَةَ على النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-، لأنَّ هذه حادثةٌ، والصِّفةُ القائمةُ بذاتهِ تعالى قديمةٌ، وهذه مشتملةٌ على تقدُّمٍ وَتأخُّرٍ وإعرابٍ وسُوَرٍ وآياتٍ، والصِّفَةُ القديمةُ خاليةٌ عن جَميع ذلك، فليسَ فيها آيَاتٌ، ولا سُوَرٌ، ولا إعرابٌ، لأنَّ هذه تكونُ للكلام المُشْتَمل على حروفٍ وأصواتٍ، والصِّفَةُ القَديمةُ مُنزَّهةٌ عن الحروفِ والأصوات" (٦٥).

حتى قال: "ويُسَمَّى كلُّ من الصِّفةِ القديمةِ والألفاظِ الشَّريفةِ: قرآنًا، وكلامَ الله، إلَّا أنَّ الألفاظَ الشَّريفة مخلوقةٌ، مكتوبةٌ في اللَّوْح المَحفوظ، نزلَ بها جبريلُ عليه السَّلام على النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، بعدَ أنْ نزَلت في ليلة القَدْرِ في بيت العزَّة: مَحَلٌّ في سَماءِ الدُّنيا" (٦٦).

وقال الباجوريُّ: "مَذْهَبُ أهْل السُّنة -يريدُ الأشعريَّةَ- أنَّ القرآن بمعنى الكلامِ النَّفْسي ليسَ بمَخلوقٍ، وأمَّا القرآنُ بمعنى اللَّفْظ الذي نَقرؤه فهو مَخلوقٌ" (٦٧)

وقالَ: "مَنْ أضيفَ لَهُ كلامٌ لفظيٌّ دلَّ عُرْفًا أنَّ له كلامًا نفسيًّا، وقد أضيفَ له تعالي كلامٌ لفظيٌّ، كالقرآن، فإنَّه كلامُ الله قطعًا، بمعنى أنَّه خلقَهُ في اللَّوْح المَحْفوظ، فدلَّ التزامًا على أنَّ له تعالى كلامًا نفسيًّا، وهذا


(٦٥) "كفاية العوام" ص: ١٠٢ - ١٠٣.
(٦٦) "كفاية العوام" ص: ١٠٤ - ١٠٥.
(٦٧) "شرح الجوهرة" ص: ٩٤.

<<  <   >  >>