للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - الإِمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة:

كان رحمه الله تعالى شديداً على الكُلَّابية (٢٤) -أصلِ الأشعريَّةِ والماتُريدية-.

وقد ذكرَ شيخُ الإِسلام أبو إسماعيلَ الأنْصاري في "مناقب الِإمام أحمد" فتنة الكُلَّابية، وقال:

"فطارَ لتلك الفتنةِ ذاكَ الإِمام أبو بكْر -يعني ابنَ خُزَيمة- فلمْ يزَل يَصيحُ بتشويهها، ويُصَنِّفُ في ردِّها، كأنَّه مُنْذِر جيشٍ، حتى دَوَّنَ في الدَّفاتر، وتمكَّن في السَّرائر، ولقَّنَ في الكَتاتيب، ونقَشَ في المَحاريب: إنَّ الله متكلّمٌ، إن شاءَ تكلَّمَ، وإنْ شاءَ سكَتَ، فجَزى الله ذاك الِإمام، وأولئك النَّفرَ الغرَّ عن نُصْرة دينهِ وتوقير نبيِّه خَيراً" (٢٥).

وله قصَصٌ حصلَت له معَ الكُلّابية تُنْبىءُ عن شِدَّتهِ عليهم، وإنكارِه لاعتقادِهم في القُرآن.

٣ - الحافظ الثقة أحمد بن سنان الواسطي:

قالَ رحمه الله: "مَن زعَمَ أنَّ القرآنَ شَيئين، أو أنَّ القرآنَ حكايةٌ، فهو والله الذي لا إله إلاَّ هو زِنديقٌ، كافِرٌ بالله، هذا القرآنُ هو القرآنُ الذي أنزلَه الله على لسانِ جِبريلَ على محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، لا يُغَيَّرُ ولا يُبَدَّل، لا يأتيهِ الباطلُ من بين يَدَيْهِ ولا مِن خَلْفهِ ... " (٢٦).


(٢٤) "مجموع الفتاوى" ٦/ ١٦٩.
(٢٥) "مجموع الفتاوى" ٦/ ١٧٨.
(٢٦) سبق سياقه بتمامه وتخريجه ص ١٩٨ - ١٩٩.

<<  <   >  >>