للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[منافرة بني لؤي بن غالب]

قال أبو فراس محمد بن فراس بن محمد بن عطاء بن خولي الشامي قال حدثني أبو حفص أخو أبي العلاء العامري قال: حدثني إبراهيم بن عبد الملك العامري من بني حبيل [١] قال: ولد للؤي بن غالب ابن يقال له عمرو ومات صغيرا وكان من أمره/ أنه خرج مع أخيه عامر بن لؤي في سفر فلما أقبل إلى مكة تخلّف عمر في طريقه عن عامر فنهشته أفعى فقتلته، فاتهمت بنو لؤي عامرا بقتله، فأرادوا قتله، فنهاهم ذوو [٢] الرأي منهم فسألوه الدية، فقال:

لا أدي [٣] من لم أقتل، فأجمع رأيهم على إتيان سطيح الذئبي [٤] في أمره، فقال لهم عامر: إن قال سطيح: إني قتلته، ولم أقتله لتقتلونني به، وإن قال:

إني لم أقتله، وقد قتلته أتدعون دم أخيكم؟ قالوا: فما الرأي؟ قال: افعلوا في سفركم فعلا، فإن أخبركم به صدق في صاحبكم، فخرجوا من مكة، فلما ساروا عشرا نحروا بكرا [٥] واصطادوا عليه نسرا فأخذوا من خوافي ريشه عشرا ثم ساروا بعد العشر شهرا، ثم نحروا بكرا واصطادوا عليه نسرا وأخذوا من خوافي ريشه عشرا. ثم قدموا على سطيح، فقيل له: هؤلاء بنو لؤي بن غالب بالباب، فقال: ائذنوا لبني لؤي، فدخلوا عليه فقال: بنو لؤي أهل سناء وشرف وسؤدد ورفعة [٦] والأمر كائن فيهم غدا، ثم قال:

خرجتم من بلادكم وقد شجر بينكم أمر فسرتم من بلادكم عشرا، ثم نحرتم بكرا، واصطدتم عليه نسرا، وأخذتم من خوافيه عشرا، ما قتل عامر عمرا [٧] ، ولكن نهشته أفعى. فقال لهم عامر: أخلق بالرجل أن يكون


[١] بنو حبيل كأمير بطن من العرب في اليمن- تاج العروس ٧/ ٢٧٢.
[٢] في الأصل: ذو.
[٣] في الأصل: أدى- بتشديد الدال.
[٤] في الأصل: الذيي، وكان سطيح كاهن بني ذئب.
[٥] البكر كقبر: الفتى من الإبل.
[٦] في الأصل: رفقة.
[٧] في الأصل: عمروا.

<<  <   >  >>