للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قصة الأصنام بمكة]

قال: وكان عمرو بن ربيعة وهو خزاعة كاهنا له رئي [١] من الجن وكان عمرو يكنى أبا ثمامة فأتاه رئيه فقال: أجب أبا ثمامة، فقال: لبيك من تهامة، فقال له: ارحل بلا ملالة، قال له، جير ولا إقامة، قال: ائت صف جدة [٢] ، فيها أصناما معدة، فأورد بها تهامة، ولا تهب ثم ادع العرب إلى عبادتها تجب.

فأتى عمرو ساحل جدة فوجد بها ودا [٣] وسواعا [٤] ويغوث ويعوق ونسرا وهي الأصنام التي عبدت على عهد إدريس ونوح عليهما السلام، ثم إن الطوفان طرحها هناك فسفى [٥] عليها الرمل فواراها، واستثارها عمرو وحملها إلى تهامة وحضر الموسم فدعا العرب إلى عبادتها فأجابوه، فأخذ عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة [٦] بن كلب ودا فنصبه بدومة الجندل وكان لقضاعة، وأخذ الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة سواعا فكان برهاط [٧] تعبده مضر، وأخذ أنعم [٨] بن عمرو [٩] المرادي يغوث فكان بأكمة [١٠] من اليمن يقال لها مذحج [١١] تعبده


[١] الربيء من ربأ يربؤ: الراقب العين- مصحح [لعله كما أثبتنا الرئي من الروية ويكسر وهو من يرى وقيل به رئي من الجن أي مس- مدير] .
[٢] المرفأ المشهور تجاه مكة على ساحل بحر القلزم.
[٣] ود بفتح الواو وتضم.
[٤] سواع بضم السين.
[٥] في الأصل: فسفا، وسفي من باب سمع: تذري وتبدد.
[٦] رفيدة كجهينة.
[٧] رهاط بضم الراء المهملة: موضع على ثلاث ليال من مكة، وقال ابن الكلبي اتخذت هذيل سواعا ربا برهاط من أرض ينبع، وينبع في غرب المدينة على سبع مراحل منها فيها عيون عذاب غزيرة- معجم البلدان ٤/ ٣٤١ و ٨/ ٥٢٦.
[٨] أنعم كأكرم.
[٩] في الأصل: عمرو والمرادي.
[١٠] الأكمة بالتحريك: التل، وفي سيرة ابن هشام ص ٥٢: واتخذ أهل جرش يغوث بجرش.
[١١] في الأصل: مدحج- بالدال المهملة، ومذحج كمسجد.

<<  <   >  >>