للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما كان في قريش من الرؤيا [١] الصادقة ومنها رؤيا عبد المطلب في حفر زمزم

/ ذكر عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن الزهري قال: بينا عبد المطلب نائم [٢] وقد ولد له ابنه الحارث وأدرك أتي في المنام وقيل له احفر زمزم خبيئة [٣] الشيخ الأعظم [٤] ، فاستيقظ، وقال: اللهم بين لي، فأتى في المنام مرة أخرى فقيل له احفر تكتم [٥] بين الفرث [٦] والدم [في [٧]] مبحث الغراب في قرية النمل مستقبلة الأنصاب الحمر، فقام عبد المطلب يمشي حتى جلس في المسجد الحرام ينتظر ما سمى له من الآيات فذبحت بقرة بالحزورة [٨] فانفلتت [٩] من جازرها بالحشاشة [١٠] حتى غلب عليها الموت في المسجد الحرام


[١] جمع الرؤيا رؤى كعلى، ومن سنن العرب أنهم لا يجمعون الرؤيا إلا قليلا نادرا ويستعملون الرؤيا للواحد والجمع معا.
[٢] في الأصل: نايم- بالياء المثناة.
[٣] في الأصل: جيد، والتصحيح من شرح نهج البلاغة ٣/ ٤٦٠ وأخبار مكة ص ٢٨٢، والخبيئة ما خبئ والجمع خبايا.
[٤] لعله يعني بالشيخ الأعظم مضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي فإنه كما زعم الأزرقي كان الذي دفن غزالين من ذهب وأسيافا قلعية في بئر زمزم التي نضب ماؤها حين أحدثت جرهم في الحرم ما أحدثت حتى خبي مكان البئر ودرس، فقام مضاض بن عمرو وبعض ولده في ليلة مظلمة فحفر في موضع زمزم وأعمق ثم دفن فيه الأسياف والغزالين- انظر أخبار مكة ص ٥١- ٥٣، وفي تاريخ اليعقوبي ١/ ٢٠٤: احفر زمزم تروي الحج الأعظم، وفي سيرة ابن هشام ص ٩١: تسقي الحجيج الأعظم.
[٥] في الأصل: تكم، والتصحيح من أخبار مكة ص ٢٨٢، وفي شرح نهج البلاغة ٣/ ٤٦٠:
يكتم، وتكتم بضم التاء وفتح التاء الثانية من أسماء زمزم سميت بذلك لأنها كانت مكتومة قد اندفنت منذ أيام جرهم حتى أظهرها عبد المطلب- معجم البلدان ٢/ ٣٩٩.
[٦] في الأصل: الغرب- بالغين المعجمة والباء الموحدة.
[٧] الزيادة من أخبار مكة ص ٢٨٢.
[٨] في الأصل: بالجزورة- بالجيم المعجمة، والحزورة كمقبرة اسم سوق مكة- معجم البلدان ٣/ ٢٧١.
[٩] في الأصل: فانقلت.
[١٠] في الأصل: بالحساسة- بالسينين المهملتين، والحشاشة بضم الحاء والشينين المعجمتين: بقية الروح في الجريح.

<<  <   >  >>