للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كنانة أحد، فلم يرعه إلا بعبد الله بن جدعان على جمل معتجرا ببردة [١] حبرة [٢] فرجع مسعود بن معتب إلى قيس فقال: أتتكم قريش بأجمعها وتهيأ الناس وصفوا صفوفهم، وقام حرب بن أمية يسوّي صفوف كنانة ومعه إخوته سفيان وأبو سفيان وهو عنبسة بن أمية وأبو/ العاص بن أمية يومئذ سموا العنابس وقد لبس حرب بن أمية در عين وقيد نفسه ولبس سفيان درعين وقيد نفسه ولبس أبو سفيان در عين وقيد نفسه ولبس أبو العاص در عين وقيد نفسه، وكان معهم العباس بن عبد المطلب في العنابس يومئذ قيد نفسه معهم أيضا، وقالوا: لن نبرح حتى نموت أو نظهر عليهم، وصفّت قيس صفوفها وكان الذي يسوي صفوفها أبو براء عامر بن مالك بن جعفر وأخذ الراية حرب بن أمية وأخذ راية قيس أبو براء، وخرج الحليس [٣] بن يزيد أحد بني عبد مناة وهو يومئذ سيد الأحابيش فدعا إلى المبارزة، فخرج إليه أبو حرب بن عقيل بن خويلد بن عوف بن عقيل [٤] بن كعب بن ربيعة فتطاعنا ساعة حتى كسر العقيلي عضد الحليس بن يزيد ثم تحاجزا ونهض الناس بعضهم إلى بعض فاقتتلوا قتالا شديدا وأبو العاص يرتجز ويقول: (الرجز)

هذا أوان الضرب في الأدبار ... بكل عضب صارم مذكار [٥]

فكانت الدبرة [٦] أول النهار لقيس على كنانة حتى انهزمت من قريش بنو زهرة وبنو عدي وقتل معمر بن حبيب ورجال من بني عامر بن لؤي فانهزمت طائفة من قريش وثبت حرب بن أمية وإخوته وسائر قبائل قريش والأحابيش، أما بنو بكر فإن بلعاء بن قيس اعتزل بهم إلى جبل عكاظ حين رأوا أن


[١] في الأصل: ببرد.
[٢] الحبرة كقتلة أو قردة: ضرب من برود اليمن.
[٣] الحليس كزبير.
[٤] عقيل كزبير، والذي قبله كأمير- أنظر تاج العروس ٨/ ٣٠.
[٥] المذكار هنا بمعنى المذكر والمذكر من السيف الصارم ذو الماء.
[٦] في الأصل: الدبر، والدبرة كقتلة محركة: الهزيمة.

<<  <   >  >>