للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(المتقارب)

ونحن إياد عباد الإله ... ورهط مناجيه في سلم

ونحن ولاة حجاب العتيق ... زمان النخاع [١] على جرهم

ذكر ابن الكلبي أن الله سلط على الذين يلون البيت من جرهم دوابا شبيهة بالنغف [٢] فهلك منهم ثمانون كهلا في ليلة واحدة سوى الشباب حتى جلوا من مكة إلى إضم وقامت نائحة [٣] وكيع على أبي قبيس وقالت:

(الوافر)

ألا هلك الوكيع أخو إياد ... سلام المرسلين على وكيع

مناجي الله مات فلا خلود ... وكل شريف قوم في خضوع [٤]

ثم إن مضر ربلت بعد إياد، فكان أول من ربل منها عدوان وفهم [٥] وإن رجلا من إياد ورجلا من مضر خرجا يتصيدان فمرت بهما أرنب فاكتنفاها ليرميانها فرماها الايادي، فزل سهمه فنظم قلب المضري فقتله، فبلغ الخبر مضر، فقالوا: إنما أخطأه، فأبت فهم وعدوان إلا قتله فتناوش الناس بينهم المديد [٦] وهو مكان فهمّت [٧] مضر من إياد ظفرا، فقالت لهم إياد: أجلوا لنا ثلاثا [٨] فانا لا [٨] نساكنكم بأرضكم، فأجلوهم ثلاثا فظعنوا قبل المشرق، فلما


[١] في الأصل: النجاع- بالجيم، والتصحيح من مجمع الأمثال ٢/ ٥٩، وفيه أن النخاع بالخاء المعجمة داء، ولم يذكر في تاج العروس، ولعله داء يصيب الرقبة. [وفي البيان والتبيين للجاحظ طبع السندوبي ج ٢ ص ٩٣ الرعاف، مكان النخاع وهو سيلان الدم من الأنف- مدير] .
[٢] النغف بالتحريك: دود تكون في أنوف الإبل والغنم أو دود طوال سود وغبر وخضر تقطع.
الحرث في بطون الأرض، وقيل هي دود عقف تنسلخ عن الخنافس ونحوها، وبكل ذلك فسر حديث يأجوج ومأجوج يسلط الله عليهم النغف فيأخذ في رقابهم فيصبحون موتى.
[٣] في الأصل: نايحة- بالياء المثناة.
[٤] في الأصل: وضوع- بالواو.
[٥] في الأصل: فهر، وفهم بالميم وعدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر.
[٦] في الأصل: المدير- بالراء، والمديد كجديد: موضع قرب مكة تاج العروس ٢/ ٤٩٧.
[٧] في الأصل: فسمت.
[٨] في الأصل: فان.

<<  <   >  >>