للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٦٣ - حدثنا الحسن بن محمد الزعفرانى، حدثنا يحيى بن عباد، عن فليح بن

ــ

أمرى. (ما دعوت) أى ظلت مدة دوام طلبه، لأن الله سبحانه خلق فيها ذراعا بعد ذراع معجزة وكرامة له صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم، وإنما منع كلامه تلك المعجزة، قيل: لأنه شغل النبى صلى الله عليه وسلم عن التوجه إلى ربه بالتوجه إليه إلى جواب سؤاله، وأقول: يحتمل أن سبب معارضته لتلك الكرامة برأيه مع خشونة قوله: «وكم ذراع؟» ما كان ينبغى عدم إيراده لما فيه من عدم تفويض أمر نبيه إلى ربّه فمنعه هذا التعرض الغير اللائق من مشاهدة هذه الكرامة الجليلة، لأن شهودها فيه نوع تشريف لمن اطلع عليها، وذلك التشريف لا يليق، إلا بمن كمل تسليمه حتى لم يبق فيه أدنى حظ ولا إرادة.

١٦٣ - (ما كانت الذراع) هذا بحسب ما فهمته عائشة، وإلا فالذى دلت عليه ظواهر


= القدرة وإلا لم يكن للتوراة اختصاص بما ذكر، ولا كانت أفضلية لآدم على كل شىء مما خلق بالقدرة فهذه الصفة يقصد بها العطاء والأخذ والقبض، وهى غير صفة القدرة وكذلك النعمة، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم «يد الله ملائ لا يغيضها نفقة سحّاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم ينقص ما فى يده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع». فخلاصة ما يفهم من ذلك: أن النسبة التى بين اليد والقدرة كالتى بين الإرادة والمحبة. قال العلامة المحقق المدقق شمس الدين ابن قيم الجوزية: والذى يلوح فى معنى هذه الصفة-أى اليد-أنها قريبة من معنى القدرة، إلا أنها أخص منها معنى والقدرة أعم. ثم قال: كالمحبة مع الإرادة والمشيئة، وكل شىء أراده أحبه، وكذلك كل شىء حادث فهو واقع بالقدرة وليس كل شىء واقع بالقدرة واقعا باليد. فاليد أخص من معنى القدرة ولذلك كان فيها تشريف آدم اه‍. وقال ابن بطال عند تفسير قوله عز وجل: لِماخَلَقْتُ بِيَدَيَّ فى هذه الآية إثبات يدين لله تعالى، وهما صفتان من صفات ذاته، وليستا بجارحتين. اه‍. قلت: فإن اليد بمعنى القدرة لا ثبوت له عند أهل اللغة، إلا إذا كان من باب الكناية. . . والله أعلم. والخلاصة: أن مذهب السلف، والحنابلة هو الصواب وهو ما قال به شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ومن تبعهما من أهل العلم.
١٦٣ - إسناده ضعيف: فيه: فليح بن سليمان، قال فيه الحافظ: صدوق كثير الخطأ (التقريب ٥٤٤٣) وكذلك فيه عبد الوهاب بن يحيى بن عباد قال فيه: مقبول (التقريب ٤٢٦٥)، قلت: وفى الحديث نكارة ومخالفة لما فى الحديث الصحيح أنه «كان أحب اللحم إليه الذراع» رواه أبو الشيخ فى «أخلاق النبى» (ص ٢٥١)، من طرق عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم. والحديث رواه الترمذى فى الأطعمة (١٨٣٨) بسنده ومتنه سواء، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

<<  <   >  >>