٣ - كتب التاريخ والأدب والسير والتراجم والموسوعات الضخمة، وكتب المعارف العامة= هذا الصنف من الكتب هو مادة الجَرْد، وموضوع القراءة السريعة، فيستطيع الطالب المُجِد أن يأتيَ على أكثر هذه الكتب مُطالعةً، (١) مع تدوين ما يعنّ له من فوائد ونكات ومباحث في غير مظانِّها. في أوراق خاصة (كما سيأتي بعد قليل) ، أما من تعانى هذا النوع من القراءة، وأراد تطبيقه على بعض الكتب الدسمة والمراجع الأصيلة المهمة، مثل:((التمهيد)) ، و ((فتح الباري)) ، و ((تاج العروس)) ، و ((تفسير القرطبي)) ، و ((أضواء البيان)) ، وغيرها، فلن يخرج بالفائدة التي كان يرجوها، فلهذا النوع من الكتب نوع خاص من القراءة.
الرابع: تقييد الفوائد
إذا انخرط الطالبُ في سِلْك القُرَّاء وانضم إلى ناديهم، فلا بُدَّ له من استثمار قراءته وتوظيفها، ليجنيَ منها ما تمنَّى، ولا يضيع تعبه سدى، ولا طريقة أنفع ولا أنجع لتحقيق ذلك من الكتابة والتقييد. فيقيد الفائدة المستجادة، والنقل العزيز، والتحرير المُدَلَّل، والترتيب المبتكر، وطرائف النقول والحِكَم، ودقائق الاستنباطات، ولطائف الإشارات، والأشباه والنظائر، وغيرها.
فكلّ نوع من هذه الفوائد له في عقل الطالب الجاد وقَلْبه مكانه الخاصّ به اللائق بمثله، فمعرفة اقتناص الفوائد شيء، وسرعة اقتناصها
(١) انظر الطريقة التي ذكرها أبو عبد الرحمن بن عقيل في ((الفنون الصغرى- السفر الخامس)) في قراءة مثل هذه الكتب.