للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[* الكتب أشد من ثلاث ضرائر]

أخرج الخطيبُ في ((الجامع لأخلاق الراوي والسامع)) (١) عن الزُّبير ابن أبي بكر بكَّارٍ قال: قالت ابنة أختي لأهلنا: خالي خيرُ رجلٍ لأهله، لا يتخذ ضرَّةً ولا يشتري جارية. قال: تقولُ المرأةُ (أي زوجته) : والله لَهَذه الكتب أشدُّ عليَّ من ثلاثِ ضرائر!!)) اهـ.

[* حتى أحلام اليقظة في الكتب]

ذكر السَّمهودي في ((جواهر العِقْدَين في فضل الشرَفَيْن)) (٢) عن شيخه أبي زكريا المُنَاوي (٨٧١) قال: أخبرني شيخُنا الشيخ وليُّ الدين (يعني أبا زُرْعة بن الحافظ زين الدين العِراقي) مذاكرةً: أنه ركبَ مع شخصٍ من المكاريَّة من طائفة الريافة، قال: فقلتُ في نفسي -وقد خاضت في الأمل-: لو كان لي أربعُ زوجاتٍ في أربع مساكن، وفي كلِّ مسكنٍ من الكتب التي احتاجها نظير ما في بقيَّة المساكن ... )) (٣) اهـ.


= وما فعله ابنُ الخشَّاب، يُعد من مسوِّغات ذِكْرِه بما يكره، ولا يُعَدّ ذلك غيبة، بل هو نصيحة واجبة، كما نبّه عليه السخاوي في ((الإعلان بالتوبيخ)) : (ص/ ٨٨) .
(١) (١/ ١٤٩- ١٥٠) ، وانظر ((سير النبلاء)) : (١٢/ ٣١٣) .
وزوجته خبيرةٌ به، طويلة العِشْرة معه، فقد سُئل الزبير: مُنذ كم زوجتك معك؟ قال: لا تسألني، ليس ترِدُ القيامة أكثر كِباشًا منها، ضحَّيتُ عنها سبعينَ كَبْشًا. ((تاريخ بغداد)) : (٨/ ٤٧١) .
(٢) (١/ ١٦٢) .
(٣) وإذ قد ذُكر الغرام بالنساءِ والكتب، فهذا القاضي برهان الدين الزرعي الحنبلي ت (٧٤١) كان مُغرمًا بالجواري التركيات، قال الصفدي في: ((أعيان العصر)) : (١/ ٤٥) : ((كنتُ أراه جُمعةً في سوق الجواري، وجُمعةً في سوق الكتب، ليجمع بذلك بين الدُّر والدراري!!)) اهـ.

<<  <   >  >>