للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-رحمه الله-: ولم يزل - صلى الله عليه وسلم - في زيادة حتَّى توفَّاه الله -عز وجل-)) اهـ.

وقد قيل: ما أمرَ اللهُ رسولَه بطلبِ الزيادة في شيءٍ إلا في العلم (١) .

خبر نبيِّ الله موسى - صلى الله عليه وسلم - في طلب الزيادة منه

والعالم كلما ازداد علمًا. ازداد معرفة بفضل العلم ومنزلته ومكانته، وبمقدار ما فاته منه ويفوت= فتاقَت نفسُه -حينئذٍ- إلى المزيد منه، ولو لقي في ذلك الألاقي.

ففي خبر كليم الله موسى - صلى الله عليه وسلم - الذي قصَّه القرآن الكريم في سورة الكهف الآيات (٦٠-٨٢) ، وذكره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه كما في ((الصحيحين)) (٢) وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بينما موسى في ملأٍ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدًا أعلمَ منك؟ قال موسى: لا. فأوحى الله إلى موسى: بلى، عَبْدنا خَضِر (٣) ، فسألَ موسى السَّبيلَ إليه ... )) الحديث.

قال أبو العبَّاس القرطبي (٤) : ((وفيه من الفقه: رِحْلة العالِمِ في طلب


(١) انظر: ((الكشّاف)) : (٢/ ٤٤٨) ، و ((تفسير الخازن)) : (٣/ ٢٨٢) ، و ((فتح الباري)) : (١/ ١٧٠) ، و ((محاسن التأويل)) : (١١/ ١٩٧) .
فائدة: قال الزمخشري: ((هذه الآية متضمِّنة للتواضع لله والشكر له، عندما علم من ترتيب التعلُّم، أي: علمتني يا ربِّ لطيفةٌ في باب التعلُّم وأدبًا جميلاً ما كان عندي، فزِدني علمًا إلى علم، فإن لك في كلِّ شيءٍ حكمة وعلمًا)) اهـ. ((الكشاف)) : (٢/ ٤٤٨) ، وعنه ما بعده من التفاسير.
(٢) البخاري رقم (٧٤) ، ومسلم رقم (٢٣٨٠) من حديث أُبي بن كعبٍ -رضي الله عنه-.
(٣) بفتح أوله وكسر الثاني، أو بكسر أوله وإسكان الثاني، وجهان.
(٤) ((المفْهِم)) : (٦/ ١٩٦) ، وانظر ((مفتاح دار السعادة)) : (١/ ٤٨٧- ٤٨٨) ، ففيه =

<<  <   >  >>