للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلم ما يؤمِّل الأعرابيُّ في فرسِه)) .

وذكر الإمام أبو محمد بن حزم (٤٥٦) في ((رسالة مراتب العلوم)) (١) دَعَائِمَ العلم، فعدَّ منها ((الاستكثارُ من الكتب، فلن يخلوَ كتابٌ من فائدة (٢) وزيادة علمٍ يجدَها فيه إذا احتاجَ إليه، ولا سبيل إلى حفظ المرء لجميع علمِه الذي يختصّ به، فإذ لا سبيل إلى ذلك، فالكتب نِعْم الخِزانة له إذا طُلِب.

ولولا الكتب لضاعت العلوم ولم توجَد، وهذا خطأٌ ممن ذمَّ الاكثار منها، ولو أُخِذَ برأيه، لتَلِفَت العلوم، ولجاذبهم الجهَّال فيها، وادَّعوا ما شاءوا!! فلولا شهادة الكتب لاستوت دعوى العالم والجاهل)) اهـ.

وعُذِلَ بعضُ العلماء في كثرة شراء الكتب، فقال (٣) :

وقائلةٍ أنفقتَ في الكُتْبِ ما حَوَت ... يمينُك من مالٍ فقلتُ: دعيني (٤)

لعلِّي أرى فيها كتابًا يَدُلُّني ... لأخْذِ كتابي آمِنًا بيميني

وفي كلِّ ما سيأتي من الأخبار والقصص لسانٌ ناطق، وبيانٌ مُشرق،


(١) ضمن ((رسائل ابن حزم)) : (٤/ ٧٧) .
(٢) وهذه القاعدة (لن يخلو كتابٌ من فائدة) ذكرها ابن الجوزي -أيضًا- في ((صيد الخاطر)) : (ص/ ٤١١) وهو يُرشد الطالب قال ((وليجتهد في مجالسة العلماء ... وتحصيل الكتب، فلا يخلو كتابٌ من فائدة)) اهـ. وانظر فلسفة عباس العقَّاد لهذه القاعدة في كتابه ((أنا)) : (ص/ ٨٩) وهو ترجمته لنفسه، جُمِع بعد موته. وذكرها وفصل القول فيها الأستاذ محمود الطناحي في ((الموجز)) : (ص/ ٢٤- ٣٥) وهو مهم.
(٣) هو سلمان بن عبد الحميد ابن الحموي الحنبلي (ت ٨٠٥) من شيوخ الحافظ ابن حجر، ذكره في ((المجتمع)) : (١/ ٦٠١) ، و ((السحب الوابلة)) : (٢/ ٤٠٦) ، و ((الجوهر المنضد)) رقم ٥٣.
(٤) وقع في ((الجوهر)) ، وحاشية السحب: ((وعيني)) ! وهو تحريف.

<<  <   >  >>