للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفكارهم، وما لَطُفَ من المعاني لا يسأل عنها إلا الراسخ فيكون ذلك سببًا للفائدة، ويترتب عليها أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)) اهـ.

وهذا جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنهما- يرحل من المدينة النبوية إلى مصر -مَسِيرة شهر على البعير- من أجل سماع حديثٍ واحد، خاف أن يموتَ ولم يَسْمَعْه (١) .

وأخرج الدارمي (٢) بسندٍ صحيح عن عبد الله بن بريدة: ((أن رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رحلَ إلى فَضَالَة بن عُبيد وهو بمصر، فقدمَ عليه، فقال: أما إني لم آتِكَ زائرًا، ولكن سمعتُ أنا وأنتَ حديثًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجوتُ أن يكون عندك منه علم ...

وعدَّد الحافظ في ((الفتح)) : (١/ ٢١٠) أمثلة ثم قال: ((وتتبُّع ذلك يكثُر)) .


(١) أخرجه أحمد: (٣/ ٤٩٥) ، والبخاري في ((الأدب المفرد)) : (ص/ ٢٨٧) ، وعلَّقه مجزومًا به في ((الصحيح)) (الفتح) : (١/ ٢٠٨) ، والحاكم: (٢/ ٤٢٧) ، والخطيب في ((الرحلة)) : (ص/ ١٠٩- ١١٤) من طريق عبد الله ابن محمد بن عقيل عن جابرٍ به، وابن عقيلٍ مُتكلَّم فيه من قِبَل حفظه.
وله طريق أخرى عن الحجَّاج بن دينار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر به. أخرجه الطبراني في ((مسند الشاميين)) : (١/ ١٠٤) ، وتمَّام في ((الفوائد)) رقم (٩٢٨) .
قال الحافظ في ((الفتح)) : (١/ ٢٠٩) : ((إسناده صحيح)) .
وله طريق ثالثة عن أبي الجارود العبسي عن جابر. أخرجه الخطيب في ((الرحلة)) : (ص/ ١١٥) ، وضعفه الحافظ في ((الفتح)) .
(٢) ((السنن)) : (١/ ١٥١) ، والخطيب في ((الرحلة)) : (ص/ ١٢٤- ١٢٥) كلاهما من طريق يزيد بن هارون عن الجُريري به.

<<  <   >  >>