للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث، وكنت أحمل كتبي على ظهري، وما سألتُ في حال الطلبِ أحدًا، كنتُ أعِيشُ على ما يأتي)) اهـ.

• وذكر الذهبي -أيضًا- في ((التذكرة)) (١) عن الدغولي أنه قال: ((أربعُ مجلَّداتٍ لا تُفارقني سفرًا وحضرًا، كتاب المُزَني، وكتاب العَيْن، والتاريخ للبخاري، وكليلة ودِمْنة)) (٢) .

• وفي ترجمة الإمام الحافظ الحسن بن أحمد الهَمَذاني في ((الذيل على طبقات الحنابلة)) (٣) عن تلميذه الحافظ عبد القادر الرُّهاوي أنه قال عنه: ((وكان عفيفًا من حبِّ المال، مهينًا له، باع جميعَ ما ورثه -وكان من أبناء التُّجار- فأنفقَه في طلب العلمِ، حتى سافر إلى بغداد وأصبهان مرَّات ماشيًا يحمل كتبه على ظهره)) اهـ.

ولما استقرَّ في بلده -بعد عودته من رحلته- عملَ دارًا للكتب وخزانةً وقفَ جميعَ كتبه فيها، وكان قد حصَّل الأصولَ الكثيرة، والكتبَ الكِبار الحِسَان بالخطوط المعتبرة.


(١) (٣/ ٨٢٤) .
(٢) كتاب المزني: هو مختصره المشهور في فقه الشافعي.
كتاب العين: هو للخليل بن أحمد الفراهيدي في اللغة، أول كتابٍ معجمي.
كتاب التاريخ: للإمام البخاري، وله ثلاثة تواريخ، ولعل المقصود هنا: الكبير، وشُهْرته أظهر من أن تُذكَر، قال السخاوي في ((الإعلان بالتوبيخ)) : (ص/ ٧٩) : ((لو لم يكن من شرف هذا الفن -أي التاريخ- إلا كتابة البخاري لـ ((تاريخه)) في الليالي المُقْمرة في الروضة -الشريفة- وصلاته ركعتين لكل ترجمةٍ: لَكَفى)) اهـ.
وكليلة ودِمْنة: لابن المقفَّع، في الأدب والحكايات.
(٣) (١/ ٣٢٦) .

<<  <   >  >>