للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه الحقيقة الباحث المنصف بالإيمان بالغيب والإذعان للدين القويم، والاستجابة لنداء الفطرة والغريزة الجبلية. . وإذا تخلى الإنسان عن ذلك انتكست فطرته، وتردى إلى مستوى الحيوان الأعجم.

ونخلص بهذا إلى أن التدين الحق - الذي يعتمد على إفراد الله بالتوحيد، والتعبد له وفق ما شرع - عنصر ضروري للحياة، ليحقق المرء من خلاله عبوديته لله رب العالمين، ولتحصيل سعادته وسلامته من العطب والنصب والشقاء في الدارين، وهو ضروري لتكتمل القوة النظرية في الإنسان، فبه وحده يجد العقل ما يشبع نهمته، ومن دونه لا يحقق مطامحه العليا.

وهو عنصر ضروري لتزكية الروح وتهذيب قوة الوجدان، إذ العواطف النبيلة تجد في الدين مجالا ثرا، ومنهلا لا ينفد معينه تدرك فيه غايتها.

وهو عنصر ضروري لتكتمل قوة الإرادة بما يمدها بأعظم البواعث والدوافع، ويدرعها بأكبر وسائل المقاومة لعوامل اليأس والقنوط.

وعلى هذا فإذا كان هناك من يقول: إن الإنسان مدني بطبعه، فينبغي أن نقول: " إن الإنسان متدين بفطرته " (١) لأن للإنسان قوتين: قوة علمية نظرية، وقوة علمية إرادية، وسعادته التامة موقوفة على


(١) انظر: المصدر السابق، ص: ٨٤، ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>