للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتعزيره والقيام بأداء حقوقه، وأخذ العهود والمواثيق بالإيمان به واتباعه على جميع الأنبياء والمرسلين، وأمرهم أن يأخذوها على من اتبعهم من المؤمنين، أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فختم به الرسالة، وهدى به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وفتح برسالته أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا، فأشرقت برسالته الأرض بعد ظلماتها، وتآلفت بها القلوب بعد شتاتها، فأقام به الملة العوجاء، وأوضح به المحجة البيضاء، وشرح له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، أرسله صلى الله عليه وسلم حين فترة من الرسل، ودروس من الكتب، حين حرف الكلم، وبدلت الشرائع، واستند كل قوم إلى ظلم آرائهم، وحكموا على الله وبين عباده بمقالاتهم الفاسدة وأهوائهم، فهدى الله به الخلائق وأوضح به الطرائق، وأخرج الناس به من الظلمات إلى النور، وميز به بين أهل الفلاح وأهل الفجور، فمن اهتدى بهديه اهتدى، ومن مال عن سبيله فقد ضل واعتدى، فصلى الله وسلم عليه وعلى سائر الرسل والأنبياء (١) .

ونستطيع أن نلخص احتياج الإنسان إلى الرسالة فيما يلي:


(١) قاعدة في وجوب الاعتصام بالرسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، جـ ١٩، ص: ٩٩ - ١٠٢، من مجموع الفتاوى، وانظر لوامع الأنوار البهية، جـ ٢، ص: ٢٦١ - ٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>