خاتم النبيين وأفضلهم أجمعين ﷺ، وجعله بينهم يقرؤونه ويرجعون إليه متى شاءوا، في جميع شؤونهم، مع تكفله جلَّ وعلا بحفظه وعدم وصول يد التحريف والتبديل إليه، بقوله: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩]، وجعله هدى، ونوراً، وشفاء، وحكماً عدلاً، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وإن مما ينبغي للمسلم العناية به: الاستشفاء بهذا القرآن العظيم من جميع الأدواء الحسية والمعنوية: أدواء القلوب وأدواء الأبدان، وهذا من تمام التصديق والعمل به، وما أحوجنا إلى ذلك خاصة في هذه الأزمنة التي كثر فيها الشر وأهله، وكثرت الأدواء التي لا تعرف.
وقد رغبت أن أكتب في هذا الموضوع مذكراً نفسي ومن يطلع عليه من إخواني المسلمين، عسى أن يكون عوناً ومذكرا ومبصرا، والله حسبي عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم، فإن أصبت فمحض فضل الله علي، وهو ما قصدت، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، فأستغفر الله وأتوب إليه، وقد سميته:«الاستشفاء بالقرآن الكريم».
[أهمية الموضوع وأسباب الاختيار]
تتلخص أهمية الموضوع وأسباب اختياره فيما يلي:
١) إن سعادة الأمة كامنة في رجوعها إلى كتاب ربها، والعمل بما فيه، فكل ما يردُّها إليه ويحملها على العمل بما فيه فهو من الأهمية بمكان.
٢) إرشاد المسلمين إلى التداوي بكتاب الله والتذكير به.
٣) عدم تعرض كثير من المفسرين لهذا الموضوع بشيء من البسط.
٤) كثرة الأدواء في هذه الأزمنة والتي لا يكاد يعرف لها دواء في الطب الحديث، بينما دواءها موجود في كتاب الله، كما سيأتي بيان ذلك.