للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المظلوم … لكن ينصر بالعدل كما أمر الله ورسوله، مثل الأدعية والأذكار الشرعية، ومثل أمر الجني ونهيه، كما يؤمر الإنسي وينهى، ويجوز من ذلك ما يجوز مثله في حق الإنسي، مثل أن يحتاج إلى انتهار الجني وتهديده، ولعنه، وسبه» (١).

ويجب عليه أن يعرف أنهم كذبة لا يصدقون، والكذب عليهم غالب، كما قال النبي : ((صدقك وهو كذوب)) (٢) في قصة الجني الذي خاطب أبا هريرة ثلاث ليال، ثم أمره بقراءة آية الكرسي عند النوم.

ولا يبني على كلامهم شيء من التصديق، بل يجب على الراقي أن ينبه أولياء المريض إلى عدم تصديق الجن فيما يسمعون من أقوالهم أثناء الرقية، وأنهم يكذبون، ولا يجوز تصديقهم؛ لأنهم ربما يريدون بكلامهم المكر، والكيد، وإيقاع الشحناء بين المريض وبعض أقاربه، أو بينه وبين بعض أصدقائه.

كما ينبغي أن لا يفتح لهم باب الحديث والكلام إلا بحدود الضرورة؛ لأنهم بذلك يتنفسون الصعداء، حينما يكف القاري عن تلاوة كلام الله عليهم، ويكلمهم، فيجدون ذلك فرصه تخف بها وطأة القراءة وتأثيرها عليهم، فينبغي التنبه لهذا الأمر.

ثامناً: الدعوة إلى الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سواء كان مع المرقي أو مع الجني، فإذا رأى على المريض بعض آثار المعاصي يأمره


(١) مجموع الفتاوى: (١٩/ ٤٩ - ٥٠).
(٢) رواه البخاري تعليقاً في كتاب الوكالة، باب إذا وكل رجلاً فترك الوكيل شيئاً، فأجازه الموكل، فهو جائز، انظر: فتح الباري (٤/ ٥٦٨)، حديث رقم: (٢٣١١، ٣٢٧٥، ٥٠١٠)، ووصله النسائي في عمل اليوم والليلة: ص (٢٧٨)، حديث رقم: (٩٦٥)، وفي السنن الكبرى: (٩/ ٣٥٠)، حديث رقم: (١٠٧٢٩)، وانظر: ذكر الحافظ ابن حجر لوصل الحديث في فتح الباري: (٤/ ٥٦٩).

<<  <   >  >>