للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالمعروف، وينهاه عن المنكر، ويرشده إلى الاستقامة على دين الله، ويبين أن ما أصابه إنما هو بسبب ذنوبه، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠]؛ فإن المريض في هذه الحال الغالب عليه أنه أذن صاغية ومهيأ لقبول النصح والتوجيه.

وكذلك يأمر الجن بالإسلام إن كان كافرا، ويأمره بالخروج من المريض، وعدم أذيته له، وينصحه بما يناسب المقام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وإذا كان الجن أحياء، عقلاء، مأمورين، منهيين، لهم ثواب وعقاب، وقد أرسل إليهم النبي ، فالواجب على المسلم أن يستعمل فيهم ما يستعمله في الإنس، من الأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، والدعوة إلى الله، كما شرع الله ورسوله، وكما دعاهم النبي ، ويعاملهم إذا اعتدوا بما يعامل به المعتدون، فيدفع صولهم بما يدفع صول الإنس … » إلى أن قال:

« … والمقصود أن الجن إذا اعتدوا على الإنس أخبروا بحكم الله ورسوله، وأقيمت عليهم الحجة، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، كما يفعل بالإنس لأن الله يقول: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء: ١٥]، وقال تعالى: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا﴾ [الأنعام: ١٣٠]» (١).

تاسعاً: أن تكون الرقية بكتاب الله، أو بما ثبت من الأدعية النبوية، وأن يقتصر على ذلك، وفيهما الكفاية والغنية عما سواهما.

عاشراً: يستر على المرضى، ولا يفشي أسرارهم، ولا يذكر أحوالهم وما


(١) مجموع الفتاوى: (١٩/ ٣٩ - ٤٣).

<<  <   >  >>