للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حصل منهم، إلا بقدر الحاجة لمن يعنيه أمرهم، إذا اقتضت المصلحة ذلك.

حادي عشر: أن يرفع معنوية المريض، ويطيب نفسه، ويفاءله بالشفاء، وكذلك يفعل مع أهله؛ لأن شعور الإنسان بالشفاء له أثر على المرض، كما أشار إلى ذلك العلماء عند زيارة المريض.

قال ابن القيم: «فصل: في هَدْيه في علاج المرضى بتطييب نفوسهم، وتقوية قلوبهم، روى ابن ماجه في سننه من حديث أبى سعيد الخدري، قال: قال رسول الله :

((إذا دَخَلْتُم على المَرِيضِ، فَنَفِّسوا لَهُ في الأجَلِ؛ فإنَّ ذَلِكَ لا يَرُدُّ شيئاً، وَهُوَ يُطَيِّبُ نَفْسَ المريضِ)) (١).

وفى هذا الحديث نوعٌ شريفٌ جداً من أشرف أنواع العلاج، وهو الإرشاد إلى ما يُطيِّبُ نفسَ العليل من الكلام الذي تقوى به الطبيعة، وتنتعشُ به القُوَّة، وينبعِثُ به الحارُّ الغريزي، فيتساعدُ على دفع العِلَّة أو تخفيفها الذي هو غايةُ تأثير الطبيب.

وتفريح نفس المريض، وتطييبُ قلبه، وإدخالُ ما يسُرُّه عليه، له تأثيرٌ عجيب في شفاء عِلَّته وخِفَّتها؛ فإنَّ الأرواح والقُوَى تقوى بذلك، فتُسَاعِدُ الطبيعة على دفع المؤذي، وقد شاهد الناس كثيراً من المرضى تنتعِشُ قواه بعيادة مَنْ يُحبونه، ويُعظِّمونه، ورؤيتهم لهم، ولُطفهم بهم، ومكالمتهم إياهم، وهذا أحدُ فوائد عيادة المرضى التي تتعلق بهم؛ فإنَّ فيها أربعة أنواع من الفوائد: نوعٌ يرجع إلى المريض، ونوعٌ يعود على العائد، ونوعٌ يعود على أهل المريض، ونوعٌ يعود على العامة».


(١) وهو حديث ضعيف، كما قال النووي في الأذكار: ص (١٢٧)، وابن حجر، انظر موسوعة ابن حجر الحديثية: (٢/ ٤، ٨)، والألباني في الضعيفة: ح (١٨٤).
(١) زاد المعاد في هدي خير العباد: (٤/ ١١٦).

<<  <   >  >>