ينادي الله ﷿ عباده بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ فعم جميع الخلق؛ لأن هذا القرآن مخاطب به الجميع ومأمور بالعمل بما فيه، فهو موعظة للجميع، ولا يختص به أهل الإيمان دون غيرهم.
ثم أخبر أنه ﴿موعظة﴾ أي: عظة وتذكرة من الله لعباده، يتذكر بها الموفقون، وأنه ﴿شفاء﴾ والشفاء: ما يبرئ السقم.
﴿لما في الصدور﴾: وهي القلوب، فهو شفاء لها من الجهل، والغي، والشبهات، والشهوات.
﴿وهدى﴾: يهتدى به من الضلالة.
﴿ورحمة للمؤمنين﴾: وخص المؤمنين بالذكر؛ لأنهم هم المنتفعون به دون من سواهم.
يقول الطبري مبينا معنى الآية: «يقول تعالى ذكره لخلقه: ﴿يا أيها الناس قد