(﴿مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ [القصص: ٦٨]؛ «ما»: نافيةٌ، والمعنى: ما كان للعبادِ اختيارٌ؛ إنما الاختيارُ والإرادةُ لله وحدَهُ؛ فالوقفُ على قولِه: ﴿وَيَخْتَارُ﴾ [القصص: ٦٨].
وقيل: إنَّ «ما»: مفعولةٌ ب «يَخْتَارُ»، ومعنى ﴿الْخِيَرَةُ﴾ على هذا: الخَيْرُ والمصلَحةُ.
وهذا يجري على قول المعتزِلة، وذلك ضعيف؛ لرفعِ ﴿الْخِيَرَةُ﴾؛ على أنها اسمُ «كان»، ولو كانتْ «ما» مفعولةً، لكان اسمُ «كان» مُضمَرًا يعودُ على «ما»، وكانت «الخِيَرَةُ» منصوبةً على أنها خبَرُ «كان».
وقد اعتذَرَ عن هذا مَنْ قال: إنَّ «ما» مفعولةٌ؛ بأنْ قال: تقديرُ الكلام: «يختارُ ما كان لهم الخِيَرَةُ فيه»، ثُمَّ حُذِفَ الجارُّ والمجرور؛ وهذا ضعيف) (١).
قولُ المؤلِّفِ ﵀:(«ما»: نافيةٌ، والمعنى: ما كان للعبادِ اختيارٌ … )، إلخ: