للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

التعدد في كلام الله؛ لأنه خلاف أصل الأشاعرة في كلام الله، وهو أنه معنى نفسي واحد، لا تعدد فيه، وهو خلاف ما دلَّ عليه القرآن في آيتي الكهف ولقمان، كما يفيده لفظ الجمع في ﴿كَلِمَاتُ﴾، وكما في قوله تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَاتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً﴾ [الأنعام: ١١٥] بالجمع على إحدى القراءتين (١).

إذا علم ما تقدم فالصواب أن الكلمات جمع كلمة، وكلمات الله كلُّها من كلامه، ومثل هذه الآيات من أدلة أهل السنة على إثبات كلام الله، وكما دل القرآن على التعدد في كلام الله فقد دلت السنة على ذلك في أحاديث عدة؛ مثل قوله : ((أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق)) (٢) وما أشبهه، وقوله في التسبيح الذي رغب فيه : ((ومداد كلماته)) (٣)، (٤).


(١) ينظر: «السبعة في القراءات» (ص ٢٦٦)، و «النشر في القراءات العشر» (٢/ ٢٦٢).
(٢) أخرجه بنحوه مسلم (٢٧٠٨) عن خولة بنت حكيم .
(٣) أخرجه مسلم (٢٧٢٦) عن جويرية .
(٤) ينظر: التعليق رقم (٦٨).

<<  <   >  >>