للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: (قال ابن عطية: وما وقع للمفسرين هنا من ذكر الثقل) إلخ: جزْمُ ابن عطية بنفي الثقل عن الله فيه نظر؛ لأنه لم يذكر على النفي دليلاً، والظاهر أن نفي الثقل عند ابن عطية ونحوه مبنيٌّ على نفي الجسم عن الله عندهم، وهو - أعني الجسم - لم يرد في الكتاب ولا في السنة نفيه ولا إثباته، ولهذا فأهل السنة لا يطلقونه نفيًا ولا إثباتًا؛ لأنه لم يرد فيه شيء، ولأنه لفظ مجمل يحتمل حقًّا وباطلًا، ولذا يوجبون الاستفصال عن مراد من تكلم به؛ فإن أراد حقًّا قُبل، وإن أراد باطلًا رُدَّ (١). وأما الثِّقل فلا أعلم أنه ورد مرفوعًا عن النبي إلا حديث الأطيط، وفيه: ((وإن له أطيطًا كأطيط الرحل الجديد إذا رُكِب من ثقله) أي: الكرسي، كما في حديث عبد الله بن خليفة عند ابن جرير (٢)،.


(١) ينظر: «العقيدة التدمرية» مع شرح شيخنا (ص ٤٠٦) و (ص ٢٤٣)، و «درء التعارض» (١/ ٧٦ و ٢٢٩ و ٢٣٨) و (٥/ ٨٥)، و «بيان تلبيس الجهمية» (١/ ٢١٩، ٢٧٢، ٢٨٩ - ٢٩٠، ٣٧٢)، و «مجموع الفتاوى» (٣/ ٣٤٧)، (١٢/ ١١٤)، و «منهاج السنة» (٢/ ٢١٧ و ٥٥٤). وينظر: معاني الجسم في اللغة واصطلاح المتكلمين في: «درء التعارض» (١/ ١١٩)، و «مجموع الفتاوى» (١٢/ ٣١٦)، و «شرح التدمرية» (ص ٢١٠).
(٢) أخرجه الطبري (٤/ ٥٤٠) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة قال: أتت امرأة النبي فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة؛ فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال: ((إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع))، ثم قال بأصابعه فجمعها: ((وإن له أطيطًا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله)).
وأخرجه ابن جرير من طريق أخرى عن إسرائيل نفسه به؛ إلا أنه زاد في إسناده فقال: عن عمر، عن النبي بنحوه.=

<<  <   >  >>