للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وله كِفَّتان توضع فيهما الحسنات والسيئات، وقد ورد ذكر الكِفَّتين في بعض الأحاديث، وأما اللسان فلا أعلم أنه ورد في شيء مرفوع، ولكن هذا هو المشهور في كلام من تكلَّم عن الميزان من أهل السنة، وإثبات اللسان لميزان الأعمال يتوقف على قيام الدليل (١)، وتفسيره بالعدل هو قول المعتزلة، وهو من التأويل المذموم الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره بغير حجة (٢)، والمؤلف اكتفى بذكر الأقوال دون ترجيح؛ فليس له في هذا الموضع مذهب.


(١) روى الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس أنه قال: «الميزان له لسان وكفتان … »، أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (١/ ٤٤٧ رقم ٢٧٧). والكلبي متهم بالكذب، قال البخاري: أبو النضر الكلبي تركه يحيى وابن مهدي. ثم قال البخاري: قال علي: حدثنا يحيى، عن سفيان، قال لي الكلبي: كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب. ينظر: «الميزان» (٧٥٧٤).
وجاء في «شرح أصول أهل السنة» للالكائي (٦/ ١٢٤٥ رقم ٢٢١٠) عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: «ذكر الميزان عند الحسن، فقال: له لسان وكفتان».
ونقل الحافظ عن أبي إسحاق الزجاج أنه قال: «أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان، وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة، وأن الميزان له لسان وكفتان ويميل بالأعمال» «فتح الباري» (١٣/ ٥٧٨).
وينظر: «مقالات الإسلاميين» (٢/ ٣٥٣)، و «شرح السنة» للبربهاري (ص ٤٢ رقم ١٥)، و «الحجة في بيان المحجة» (١/ ٢٥٠)، و «لمعة الاعتقاد» بشرح شيخنا (ص ٩٥).
(٢) ينظر: «مقالات الإسلاميين» (٢/ ٣٥٤)، و «التذكرة» للقرطبي (ص ٧٢٢ - ٧٢٣)، و «مجموع الفتاوى» (٤/ ٣٠٢)، و «شرح العقيدة الطحاوية» (٢/ ٦١٣).

<<  <   >  >>