أما إن تعسر عليه ذلك أيضًا، فيلزمه محاولة التعرف على موضوع الحديث، هل هذا الموضوع يتعلق بـ «التفسير، أم بالفقه، أم بالاعتقاد، أم بالأحكام، أم بالرقائق» إلى غير ذلك، فإن وقف على موضوعه بحث عن الحديث في مظانه، وهذه الطريقة تشمل طريقتين:
طريقة: التخريج بناءً على الاستقراء والتتبع.
وطريقة: التخريج بناءً على معرفة موضوع الحديث.
فإن لم تتيسر له أحد هذه المعطيات السابقة لجأ إلى طريقة أخرى، وهي طريقة التخريج بناءً على معرفة صفة ظاهرة في الحديث، وهذا يتحقق إن كان الحديث معروفًا بصفة معينة، كأن يكون هذا الحديث قدسيًّا، فتبحث في «الكتب المؤلفة في الاحاديث القدسية»، أو أن يكون هذا الحديث مرسلًا فنبحث في «كتب المراسيل»، أو أن يكون من الاحاديث الموضوعة فتبحث في «كتب الموضوعات»، وهكذا في سائر الصفات التي يمكن توافرها.
أضف إلى ذلك طريقة أخرى من طرق التخريج، وهي طريقة التخريج بواسطة جهاز الكمبيوتر، إلا أن هذه الطريقة لا يُنصح بها طالب العلم، فغير محمود أن يعتمد عليها في بداية طلبه هذا العلم المبارك؛ فهي لا تنتج عالمًا راسخًا في هذا الفن.
مما تقدم يتبين لك أن هناك عدة طرق لتخريج حديث رسول الله ﷺ وهي كالآتي: