رأيت أن أذكر في هذه الاوراق ما حضرني من الكلام على الاحاديث التي زعم بعض اهل الحديث أنها موضوعة، وهي في المسند الشهير للإمام الكبير أبي عبد الله بن محمد بن حنبل، إمام أهل الحديث في القديم والحديث، والمُطلع على خفاياه المشير لخباياه، عصبية لا تخل بدين ولا بمروءة وحمية للسنة، لا تعد بحمد الله من حمية الجاهلية، بل هي ذبٌّ عن هذا المصنف العظيم الذي تلقته الأمة بالقَبول والتكريم، وجعله إمامهم حجةً يُرجع إليه ويعول عند الاختلاف عليه.
وأصل هذا الموضوع أن الإمام ابن الجوزي ذكر عدة أحاديث في كتابه «الموضوعات» مما هي في المسند، ولم يكن قصد ابن الجوزي تناول المسند، وإنما أراد جمع ما يراه موضوعًا من الاحاديث «ابن الجوزي متساهل في الحكم على الحديث بالوضع»، وعلى هذا، فلا يعد ابن الجوزي متعقبًا على المسند، إنما الذي تعمد بالفعل تعقب المسند هو الحافظ العراقي، حيث صَنَّف جزءًا في ذلك؛ مما دفع الحافظ ابن حجر لتبني قضية الرد.
كيف تخرج حديثًا من هذا الكتاب؟
إذا أردت تخريج حديث من هذا الكتاب، فلابد من معرفتك اسم الراوي الأعلى لهذا الحديث، ثم بعد ذلك ننتقل إلى المرحلة الثانية، وهي كيفية الوصول لهذا الصحابي خصوصًا مع هذا الكتاب غير المرتب ترتيبًا دقيقًا، وإن كان هذا الامر يبدو عسيرًا، إلا أنه ميسر والحمد لله، فأنت تستطيع من خلال الخدمات العلمية المقدمة لهذا الكتاب أن تحصل على بغيتك في الحال، وذلك باستخدام الفهرس الذي وضعه الأستاذ البسيوني زغلول، أو الشيخ حمدي