للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَتَدْرِي مَا حَقُ اللهِ عَلَى العَبْدِ ... "الحديث (١)

فقال - الدارقطني -: يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه فرواه إسرائيل، وأبو الأحوص، وعمار بن رزيق، وأبو بكر بن عياش، وأبو أيوب الأفريقي، عن أبي إسحاق، عن كميل، عن أبي هريرة والأول أصح. وروى هذا الحديث عبدالرحمن بن عابس سمعه من كميل بن زياد (٢)، عن أبي هريرة ويشبه أن يكون أبو إسحاق لم يسمعه من كميل، وإنَّما أخذه عن عبدالرحمن بن عابس عنه " (٣).

قلتُ: والعلة التي أشار إليها الدارقطني وهي عدم ثبوت سماع أبي إسحاق وهو السبيعي هذا الحديث من كميل بن زياد مباشرةً، بل أخذه عن عبدالرحمن بن عابس عنه وحجة الدارقطني أنَّ الحديث ثبت من طريق أخرى محفوظة عن عبدالرحمن بن عابس عن كميل بن زياد، وبهذا أعلَّ الحديث.

وقد أعلَّ الإمام الدارقطني بهذه العلة عدة أحاديث أخرى، فمن أراد الرجوع إليها فليرجع من باب الفائدة (٤).

الجنس السَّادس: أن يختلف على رجل بالإسْنَاد وغيره , ويكُون المحفوظ عنه ما قابل الإسناد.

كذا قال أبو عبدالله الحاكم، وهذا كلامٌ غامضٌ إلا أنَّ المثال الذي ضربه أوضح ما قصده في هذه العلة: أنَّ الحديث قد يُروى مرةً بإسنادٍ يُوهِم الاتصال، والصحيح المحفوظ أنَّهُ


(١) أخرجه على الوجه المعلول الإمام أحمد: في المسند، (ج٢ / ص٤٣٥)، برقم (٨٠٧١)، من طريق أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.
(٢) وهو كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ بن نهيك بن الهيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع، (ت: ٨٢هـ)، ثقة أخرج له النَّسائي، تهذيب التهذيب (ج٨ / ص٤٠٢).
(٣) أبو الحسن الدارقطني: العلل، (ج٨/ص٢٨٢ - ٢٨٣)، برقم السؤال (١٥٦٩).
(٤) أبو الحسن الدارقطني: في العلل، أرقام السؤالات:} (١٥٥)، (٢٧٩)، (٣٤٧)، (٤٠٤) (٤٠٧)، (٤٥٦)، (٦٦٢)، (٧٦٦)، (٩٥٨)، (١٠١٢)، (١١٠٥)، (١١١٥)، (١٣٧٣)، (١٩٩٦) {.

<<  <   >  >>