«اعتموا تزدادوا حلمًا، وقال علي: العمائم تيجان العرب» أخرجه أبو داود».
قلت: هذا العزو لأبي داود باطل، وهو دليل من أدلة كثيرة سبقت الإشارة إليها - على أن المصنف لم يجمع أحاديث كتابه من الكتب الستة مباشرة، وإلا لما وقع في مثل هذا العزو الفاحش، والحديث ليس له ذكر في شيء من أمهات كتب الحديث المطبوعة أصلًا، وإنما أخرجه أبو عبد الله الضبي في «المجلس الحادي والستون» من "الأمالي"(ق ٢/ ٢) باللفظ الذي في الكتاب، وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(ق ٣٣٣/ ٢) دون ذكر علي فيه، فصار الشطر الثاني بذلك مرفوعًا أيضًا.
وإسناده ضعيف جدًّا مداره على عبيد الله بن أبي حميد، قال الحافظ ابن حجر في "التقريب": «متروك الحديث». وقال البخاري فيه:
«يروي عن أبي المليح عجائب»!
قلت: أفليس هذا منها؟
الحديث الرابع والعشرون (ص ٦٣)
«عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه إن الله عز وجل يقول: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما. أخرجه أبو داود».
قلت: إسناده ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: جهالة أبي حيان التميمي أحد رواته. قال الذهبي: