للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم اتفقا) فدخل أبو بكر وهي تضرب ... . أخرجه الترمذي.

قلت: وهذه الزيادة تفرد رزين بذكرها في هذا الحديث، ولا أصل لها في شيء من طرق الحديث فيما نعلم، فقد أخرجه بدونهما الترمذي كما علمت، وكذلك أخرجها أحمد وغيره عن بريدة بإسناد جيد، وله شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده دون هذه الزيادة ودون ما بعدها. أخرجه أبو داود وقد ذكره المصنف بعد هذا.

وقد عرفت شيئًا من حال رزين في مثال المؤاخذة الثانية.

نعم رويت هذه الزيادة في حديث آخر، لا علاقة لها بهذه القصة بلفظ:

«لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جعل النساء والصبيان والولدان يقلن: طلع البدر علينا ... ». رواه أبو الحسن الخلعي في "الفوائد" (٥٩/ ٢). إلا أن إسناده معضل لا يصح، وفي معناه نظر، وليس هذا محل بيان ذلك، وإنما هو في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم (٥٩٠) وسينشر في مجلة "التمدن الإسلامي" في بعض أعداد السنة الآتية إن شاء الله تعالى. فمن العجائب أن يستدل به بعض المشايخ على إباحة الدف في مجالس الذكر (١) مع أنه ليس فيه ذكر للدف أصلًا ولا هو في الذكر، وإنما هو في اللهو المباح، هذا لو صح الحديث!

٥ - ترجمته للحديث بما لا يدل عليه.

أولًا - قال (ص ٧): «الصحابة خيرة الله من الناس».

ثم ذكر حديث «خير الناس قرني ... ».

وأقول: الحديث أخص من الدعوى، والترجمة أهم، حتى ليدخل فيها الأنبياء فإنهم من الناس. فهل الصحابة أفضل منهم عند المصنف! أم هو العي والقصور في التعبير؟ !


(١) انظر الكتاب المسمى "ردود على أباطيل" (ص ٥٥ - ٥٦ و ٧١ - ٧٢).

<<  <   >  >>