للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحديث الثاني]

«عن أبي نضرة العبدي (الأصل (١) العبوي! ) قال حدثني شيخ من طفاية قال: تثويت (أي نزل ثاويًا) أبا هريرة بالمدينة ... قال: فبينا أنا عنده يومًا وهو على سرير له، ومعه كيس فيه حصى أو نوى، وأسفل منه جارية له سوداء، وهو يسبح بها، حتى إذا ما أنفذ ما في الكيس ألقاه إليها، فأعادته في الكيس، فدفعته إليه ... الحديث. قال أخرجه أبو داود».

قلت: فيه علتان:

الأولى: جهالة الشيخ الطفاوي، فإنه لم يسم ولا يدرى من هو؟

والأخرى: أن راويه عند أبي داود في «النكاح» الجُريري، واسمه سعيد بن إياس، وهو ثقة، ولكنه كان اختلط قبل موته ثلاث سنوات كما قال الحافظ في "التقريب" ولا يدرى أحدث بهذا الحديث قبل الاختلاط أم بعده؟ وما كان كذلك فلا يحتج به كما هو مقرر عند المحدثين في بحث الاختلاط والمختلطين.

ولعل المصنف أراد بذكره لهذا الحديث أن يقدم إلى بعض الدراويش من الطرقيين دليلًا على ما أحدثوه من تقييد الذكر والتسبيح والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعدد لم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم! فهو دليل واه جدًّا لسببين أساسيين:

الأول: ضعف السند بذلك إلى أبي هريرة رضي الله عنه.


(١) أعني به كتاب الكتاني، وهو المراد كلما ذكرت هذه الكلمة «الأصل».

<<  <   >  >>