للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مختلف أنحاء أمريكا والعالَم، ويبدأ هذا الحفل الخبيث - الذي يحضره أكثر من مائةِ ألفٍ من أشباه الرجال، والنساء من كل مكان - بالمعازف الصاخبة، وإذا شَرِبُوا من الخمور حتى الثُّمالة والسُّكْر قاموا بفعل الفواحش من اللواط والزنا والسِّحاق - والعياذ بالله -، ولقد حَلم الله عليهم وأملى لهم أكثر من ثلاثين عاماً، ولكنهم لَمَّا تمادوْا في طغيانهم شاء جبارُ السموات والأرض- الذي لا تتبدل ولا تتغير سُننه في إهلاك الظالمين- أن يغرقهم ويدمر مكانهم الذي هيئوه لهذا الاحتفال الماجن تدميراً، وقبل ثلاثة أيام من إقامته أرسل الله على مدينتهم إعصاراً عظيماً قال رئيسهم (بوش) بأنه لم يسبق لأمريكا أن حلت بها كارثة (طبيعية) كهذه التي خلفها الإعصار بإذن الله حتى صارت تلك الولاية بأسرها ولايةً خاوية على عروشها!؛ فسبحان القوي الجبار الذي يُملي للظالم حتى إذا أخذه لَم يُفلته، وإذا أراد أخْذَه أخَذه أخْذ عزيزٍ مقتدر، فهل من معتبر والله تعالى يقول: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} (١)؟!.

وإن مما يبين عُظْم ما حل بالقوم ما أعلنه الأمريكان بأنه قد انتحر من شُرطة هذه الولاية - التي أغرقها الإعصار بأمر ربه بفيضانات مدمرة وأمطار عارمة - قريباً من خمسمائة شرطي، وسبب انتحارهم هو أن نفوسهم لم تستطع تَحَمُّل ما شاهدته من الدمار العظيم الذي حلّ بمدينتهم هذه حتى


(١) سورة هود، من الآية: ٨٣.

<<  <   >  >>